أكد الدكتور طلال أحمد أخصائي الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض أن الفتق الحجابي إذا تم اكتشافه صدفة ولم يكن له أعراض فلا علاج له ، مبيناً أن كثيراً من الناس يفهمون خطأ أن الإحساس بالحموضة والحرقة سببه فتق في المعدة..جاء ذلك في لقاء مع د.طلال ألقى الضوء خلاله حول حقيقة الفتق الحجابي وعلاجه وفيما يلي نصه: *نسمع كثيراً عند شكوى البعض من شدة الحموضة أنه مصاب بفتق في المعدة.. فما حقيقة هذا المرض وأسبابه؟ – الفتق الحجابي يعتبر حالة شائعة تصيب الإنسان في مراحل سنه المتأخرة، ولذلك لانجد الأطفال أو الشباب عادة يعانون من مثل هذه الإصابة التي ينفتق فيها جزء من المعدة إلى الصدر عبر فتحة في الحجاب الحاجز. ويوجد هناك نوعـان من الفتوق الحجابية: النوع الأول:وهو النوع الشائع جداً ، ويسمى الفتق الحجابي الإنزلاقي ، وهو عبارة عن دخول جزء من المعدة إلى الصدر عن طريق الفتحة التي يدخل منها المريء إلى البطن. * ماهي الأعراض التي يسببها هذا النوع من الفتوق الحجابية؟ – العرض الأول:هو شكاية المريض من الحس بالحرقة والحموضة الذي ينتشر في منطقة المعدة إلى خلف القص ، والسبب هو عودة المفرزات المعدية الحامضة إلى المريء ، هذه الأعراض تزداد بعد الأكل وبالإنحناء ، وخصوصاً عند النوم مباشرة بعد الأكل. العرض الثاني:الذي قد يحدث أثناء النوم وهو عبارة عن عودة المفرزات المعدية من المريء ودخوله إلى الطرق التنفسية مسبباً التهاب رئة (ذات رئة استنشاقية). المشكلة الثالثة التي يسببها الفتق الحجابي الإنزلاقي هو ارتداد الإفرازات المعدية الحامضة إلى المريء بشكل مستمر يؤدي إلى التهاب مريء ومن ثم تضيق في المريء ، وبالتالي حدوث عسرة بلع مستمرة عند المريض. * كيف يتم التشخيص؟ – التشخيص يتم باستعمال أشعة ملونة للمريء والمعدة ، أوبإجراء منظار هضمي علوي. – إذا لم يكن هناك أعراض واكتشف وجود الفتق صدفة فلا علاج له ، أما بوجود الأعراض فإننا نلجأ للعلاج المحافظ أولاً ، وذلك بإعطاء التوصيات التالية: 1-إنقاص الوزن. 2- إيقاف التدخين. 3- رفع الرأس عند النوم بوضع وسادة إضافية ، والأفضل هو استخدام سرير ذي رأس متحرك. 4-تجنب الإنحناء ، وتجنب النوم مباشرة بعد الأكل. 5-استخدام بعض الأدوية المضادة للحموضة وأدوية تخفيف إفرازات المعدة 6- تجنب الوجبات الكبيرة والإعتماد على الوجبات الصغيرة والمتعددة. * في حال عدم استجابة المريض للعلاج المحافظ ، ماهو الحل؟ – في هذه الحالة لابد من اللجوء إلى العمل الجراحي والذي أصبح حالياً متطوراً – ولله الحمد – وذلك بعد ظهور جراحة المناظير حيث أن هذه العملية التي كانت تحتاج في الماضي شقاً بطنياً كبيراً وزمناً غير قليل أصبح بالإمكان اجراؤها باستخدام عدة ثقوب صغيرة في البطن وفي زمن أقل. * ذكرت أنه يوجد نوع آخر للفتوق الحجابية فما هو ؟ – هو مانسميه الفتق الحجابي جانب المريء ، حيث أن جزءاً من المعدة ينفتق في الصدر عن طريق فتحة في الحجاب الحاجز قريبة من فتحة المريء * ماهي أعراض هذا النوع من الفتوق؟ – يشكو المريض من وجود عسرة بلع متقطعة بالإضافة إلى شكايتهم من ألم بطن يحدث بعد الطعام ، ناجم عن توسع جزء المعدة الموجود في الصدر نتيجة امتلائه بالطعام. المشكلة الأهم هي أن جزء المعدة الموجود في الصدر والممتلىء بالطعام قد يضغط على القلب ، معطياً أعراضاً قلبية تدفع المريض لمراجعة طبيب القلبية مرات عديدة دون أن يكتشف أي خلل في القلب. * وهل علاجه مشابه لعلاج الفتق الإنزلاقي السابق الذكر ؟ بالطبع لا ، فهذا النوع يعالج بالجراحة فقط وذلك بسبب خطورته وكثرة اختلاطاته.