استمعت المحكمة الكبرى الجنائية أمس لشهادة طبيب وعدد من الممرضين وموظف استقبال بمستشفى خاص حاول آسيوي استخراج شهادة طبية تفيد بأنه لا يعاني أية أمراض رغما عن كونه مريضا بالكبد الوبائي إذ لجأ إلى صديقه وأعطاه بطاقة هويته مستغلا تشابهما بهدف إجراء الأخير للفحص الطبي والادعاء أنه سليم، وقد أكد الشهود صحة الواقعة وتناوب المتهمين على الحضور إلى المستشفى عدة مرات بهدف التحايل والحصول على تقارير طبية تفيد بخلو المتهم الأول من أية أمراض على خلاف الحقيقة، كما سمحت المحكمة للدفاع الحاضر عن المتهمين بتوجيه الأسئلة للشهود إلى أن قررت المحكمة تأجيل الجلسة القادمة إلى 31 أغسطس للمرافعة بعد ان صرحت لدفاع المتهمين بنسخة من أقوال الشهود. وكان المتهم الأول (آسيوي 37 سنة) يريد نقل كفالته إلى هيئة تنظيم سوق العمل فتوجه إلى أحد المستشفيات المعنية لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وبإجراء تحليل الدم تبين إصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي فطلب منه الطبيب المعني إجراء التحاليل مجددا للاطمئنان والتأكد من النتيجة، إلا أن المتهم راوده الشيطان في إرسال صديقه لإجراء التحليل مستغلا الشبه بينهما، وبالفعل توجه صديقه المتهم الثاني (29 سنة) ببطاقة هوية المتهم الأول منتحلا شخصيته وأجرى تحليل الدم وكانت نتيجته سليمة. وبناء على ذلك توجه المتهم الأول لاستلام النتيجة ظنا منه أن حيلته مرت على إدارة المستشفى، إلا أنه خلال استلام النتيجة فوجئ بطلب إعادة التحليل مجددا لكون النتائج متناقضة والطبيب المتابع للحالة يريد التأكد، إلا أنه ارتبك مدعيا أنه لا يستطع إجراء التحليل مجددا لكونه صائما وطلب المغادرة والعودة، فعاد إلى منزله مرة أخرى وطلب من صديقه (المتهم الثاني) التوجه إلى المستشفى بنية إجراء التحليل مجددا إلا أنه عقب توجهه للمستشفى وجد الشرطة في انتظاره بعد تبين انتحاله شخصية المتهم الأول. وخلال التحقيقات أنكر المتهم الواقعة، وأشار إلى أنه أجرى الفحص أول مرة بالفعل وطلب من صديقه التوجه لجلب النتيجة إلا أن إدارة المستشفى طلبت من صديقه إجراء تحليل، فأجرى التحليل كما طلبت إدارة المستشفى وتم أخذ عينة من دمه من دون اتفاق بينهما إلا أن التحقيقات كشفت أن صديقه انتحل شخصيته عبر تقديم بطاقة هويته بالاتفاق بينهما. أسندت النيابة إلى المتهمين أنهما في 2 و5 مايو 2021 بدائرة أمن المحافظة الجنوبية الأول استعمل بسوء نية هوية المتهم الثاني وقدمها لموظف استقبال أحد المستشفيات على النحو المبين بالأوراق، كما اشترك مع موظف حسن النية في إدخال وتغيير بيانات تقنية المعلومات بإحدى المصالح الحكومية الخاصة، وهو المستشفى على نحو من شأنه اظهار بيانات غير صحيحة على أنها صحيحة بنية استعمالها بأن قام بتقديم بطاقة هوية المتهم الثاني، وانتحل شخصيته وقام بإجراء فصح الدم بدلا عنه لتظهر النتيجة أنه لا يعاني من مرض الكبد الوبائي على النحو المبين بالأوراق، كما ارتكب تزويرا في المحررات الخاصة، وهي شهادة الفحص الخاصة بالمتهم الثاني من خلال انتحال شخصيته بالطريقة المبينة بالأوراق.
مشاركة :