التقنية وكشف المستور

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تتسبب التقنية الحديثة، التي باتت في أيدينا وداخل جيوبنا، في تغيير الكثير من صور العالم يوما بعد يوم، بل في ذات اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور تحدث الآلاف من الأحداث والمشاكل، سياسية واجتماعية وأسرية، وتضعها أمام العالم في ذات اللحظة.. فكانت هذه التقنية وما أحدثته من نتائج إيجابية وسلبية على المحك! فكان بالتالي تأثيرها كبيرا أكبر حتى من الثورة الصناعية الكبرى أيامها.. والتي بدأت اواخر القرن الثامن عشر، وساهمت من خلال إيجابياتها وسلبياتها خاصة من خلال الاستغناء عن الالاف من الايدي العاملة واستبدالها بالالة في وقت كان يشهد فيه العالم تزايدا في اعداد البطالة وغلاء المعيشة والركود الاقتصادي.. وما شهده العالم اليوم من تطور في التقنية، وسهولة امتلاكها حتى باتت الاسرة في كل مكان تصرف عليها أكثر مما تصرفه على طعامها.. كل هذا قد يكون مقبولا، لكن غير المقبول أن تتسبب هذه التقنية وما تشتمل عليه من امكانية التصوير والتوثيق الآني في (كشف المستور) وهو ما خلق نوعا من المشاكل والقضايا التي باتت تسمى (الجرائم الالكترونية) بل تسبب الفيديو والصور الملتقطة في وقوع كوارث إنسانية واجتماعية لا حدود لها. بالأمس نشر ناشطون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه رجلا أمن وهما يركبان مواطناً سيارة دورية أمنية بالقوة. وأوضحت الإدارة أنه سيتم إعلان النتائج عند الانتهاء من التحقيقات وإبراز كافة الحقائق. وقد يرى البعض في تصرف رجلي الامن خطأ لا يغتفر فينتقده أو يهاجمه وقد يرى أن رجلي الأمن لم يخطئا في هذا التصرف غير المقبول والممجوج خصوصا وأن المواطن حاول الإفلات منهما، لكن لا محالة. وبالتالي من حق هذا المواطن وغيره، حتى ولو ارتكب مخالفة ما فإن من حقه كمواطن له حقوق وعليه واجبات، أن يعامل معاملة حسنة وأن يدافع عن رأيه ويشرح موقفه. وأن يذهب معهم بسيارته أو سيارة أخرى فالكثير من المواطنين. يجد من الصعوبة بمكان أن يركب في سيارة شرطة! ونخلص من هذا المشهد إلى أن أحبتنا في المرور وبعض الأجهزة الأمنية بحاجة إلى توعية وتوجيه وتدريب في كيفية التعامل مع المواطن والمقيم، فربما هذا المواطن مصاب بمرض نفسي أو عضوي أو على الأقل بالضغط والسكر ومرضاه بالتالي لهم معاملة خاصة، فتناولهم العديد من الأدوية يتسبب لهم في سرعة الانفعال والضيق.. وجندي الأمن أو المرور كمسئول في الموقع لا يمثل نفسه فقط وإنما يمثل الدولة التي يحمل هويتها وبطاقة عمله، ومن واجبه أن يحسن التعامل مع المواطن الذي من أجله ولخدمته يتسلم راتبه الشهري. هذا الفيديو والحق يقال شوه الصورة الجميلة والرائعة التي نحملها لرجال أمننا في كل مكان.. ونتمنى دائما وأبدا أن تستمر صورهم في المكان الرفيع الذي يستحقونه.! تغريدة: الذين يدركون قيمة الوطن يسعون دائما للمحافظة على هذه القيمة..

مشاركة :