يَميلُ الإنسَان إلَى تَنزيه نَفسه عَن الخَطَأ، والفرَار مِن تَحمّل الأخطَاء التي يَرتكبها، بحَيثُ إنَّه مَتَى اقتَرَفَ الخَطَأ؛ كَابر وغَالط نَفسه، ورَمى الخَلَل عَلى غَيره..! هَذا فِيما يَخصُّ الإنسَان بشكلٍ عَام، أمَّا إذَا خَصّصنا العَام، وتَحدَّثنا عَن النَّفسيّة العَربيّة، فسنَجد أنَّ المُكَابرة أكبَر، والفرَار مِن تَحمُّل المَسؤولية أكثَر.. وإليكُم الأمثلَة: عِندَما يَتأخَّر العَربي عَن مَوعد الطَّائرة، ثُمَّ يُفوّت الرّحلة عَلى نَفسه، يَقول ببَلاهَة: «فَاتتني الطَّائرة»، والصَّحيح أنَّه هو الذي فَقَدَها، لأنَّ رحلة الطَّائرة مُجدولة مُسبقاً، ولَها مَواعيد مَوقوتَة، ولَيس في الأمر مُؤامرَة..! وإذَا كَان العَربي لَديه أولاد؛ ولَم يُحسن تَربيتهم، وأخذُوا بالانحرَاف، فلَن يَقول: «إنَّني لَم أُحسن تَربية أولَادي»، بَل سيُلقي اللَّوم عَلى مَن حَوله قَائلاً: «أولَادي تَربيتهم سَليمة، ولَكن السيّئين مِن أولَاد الحَارة؛ هُم مَن أفسَد أولَادي»..! وإذَا أرَاد العَربي أن يَعمل عَملاً، ولَم يَستعدّ لهَذا العَمَل الاستعدَاد الجيّد؛ سيخفق لَا مَحالة، ولَكن إخفَاقه لا يَجعله يَعترف بالتَّقصير، بَل سيُلقي اللَّوم عَلى الظّروف ويَقول: «عَملي جيّد؛ ولَكن الظّروف لَم تُساعده»..! وإذَا وَقَع العَربي في جَريمة، فإنّ الاعترَاف بالخَطَأ لَن يَكون حَاضِراً، وكُلّ مَا سيَقوله صَاحب الجريمَة: إنَّ «الشّيطان شَاطر»، ووَسْوَس لَه للقيَام بهَذا العَمَل، وإلَّا فهو بَريء مِنه، أمَّا هو، فلَيس أكثَر مِن ضَحيّة؛ استَخدمها الشّيطان لتَنفيذ جَريمته..! أمَّا إذَا كَان العَربي طَالباً -مِثلي- يَتدثّر بالإهمَال، ويَتزمّل بالكَسَل، ثُمَّ رَسب في الامتحَان، فإنَّه سيَستخدم العُذر الذي كُنتُ أقوله لأُمي -حَفظها الله-، حَيثُ كُنت أتمسّك بعُذرٍ وَاحد، كُلَّما رَسبت، وهو أنَّ الأُستَاذ الحِجَازي «مستقصدني»، لأنَّه لا يُحبّ أهل نَجَد..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، حَاولوا أن تَعترفوا بأخطَائِكم، لأنَّ الاعترَاف بالخَطأ؛ هو الذي سيَقود إلَى الصَّوَاب، أمَّا إذَا أدمَنْتُم إنتَاج الأعذَار، والتَّستُّر بهَا، فإنَّكم لَن تَتقدّموا خُطوة إلَى الأمَام..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :