حِين تَخرَّجتُ في الجَامعة، وانخَرَطتُ في سِلك التَّدريس، اختَرَعتُ عِبَارة عَرفجيّة، وكَتبتُها في لوحَة عَريضة، وعَلّقتها في مَكتبي، وجَعلتها نصب عَيني -كَما تَقول العَرب-..! تَقول هَذه العِبَارة: (لَا تَعتبر العَمَل هَمًّا ثَقيلاً، فالحيَاة بَديعة حِين تَنظر إليهَا مِن بوّابة التَّمتُّع بالعَمَل)..! هَذه البوّابة الفِكريّة التي اختَرعتُها جَعلتني كالسيّارة، فالسيّارة يُحرّكها الوقُود، وأنَا تُحرّكني هَذه العبَارة، لذَلك عِندَما أَذهَب إلَى عَملي أستَعد، وأَسْعَد، وأَفْرَح، مِثل ذَلك العَاشِق الذي يَذهب إلَى مَوعد غرَامي، أو يَذهب لخِطبة إحدَى البنَات الفَاضِلات..! سَألني أحدُهم قَائلاً: "يَا أحمَد لمَاذا مُنذ أنْ بَدأتَ الكِتَابة لَم تَأخذ أي إجَازَة، رَغم أنَّك كَاتب شبه يَومي"؟ فقُلت لَه: يَا صَديقي مِن دُون أي فَلسفة أو "لَف ودَورَان"، أختَصر لَكَ الإجَابَة بكَلمتين لَا ثَالث لَهما، إنَّه التمتُّع بالعَمل، وحِين تُحبّ عَملك ستُقبل عَليه، ولَن تَملّ مِنه.. ومَن مِنّا يَملّ مِن الحُب، أو "يَطفش" مِن سِيرته..؟! إنَّ كُلّ خُبرَاء تَطوير الذَّات؛ يَربطون بَين عَمل الإنسَان وحُبّه لَه، والتَّمتُّع بأدَائه، فالطّفل عِندَما يُحب المَدرسة يُقبل عَليها، والمُوظّف حِين يُحب عَمله؛ يَتلهّف لمُصافَحة التَّوقيع في دَفتر الدّوام، وكَأنّه يُوقّع عَلى إيدَاع شِيك في حِسَابه، والمُزارع حِين يُحبّ الحَقل؛ يَقضي أجمَل السَّاعَات في بُستَانه، وهَكَذا..! إنَّ حُب العَمل؛ لا يَجعل المُحب يُؤدِّي دَوره بإخلَاصٍ فَقط، بَل يُؤدِّيه بحُبّ وسَعَادَة ومُتعَة، وهَنيئًا لمَن يَتمتّع بعَمله..! لقَد قَال أَحَد العُلمَاء: (هَنيئًا لمَن كَان عَملُه هوَايتَه، وزَوجتُه عَشيقتَه).. مِن هُنَا أَقول: الحَمد لله الذي جَعل مهنَتي الكِتَابة، وهوَايتي هي نَفسها مهنَتي؛ التي آكل مِنها رِزقي، وفِيها مَعاشي، فأنَا أكتُب بيَدي اليُمنَى، والرَّسول -صَلّى الله عَليه وسلّم- يَقول: "خَيْرُكُمْ مَنْ أكَلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ"..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، اعشَقوا أعمَالكم، وستُصبحون مُبدعين مِثل العَرفج، -أمزَح طَبعًا، وأرجو ألَّا يُصدِّق أحدُكم أنِّي مُبدع بَل أنَا مُبتدع-، ولَكن صَدّقوني، إنَّ حُبّ العَمل يُؤدِّي إلَى الإبدَاع فِيهِ..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :