أحمد أبوالوفا صديق «أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق». بهذه الكلمات العظيمة استقبلت الزوجة الوفية زوجها عندما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء، حيث قال لها معبرًا عن خشيته: «لقد خشيتُ على نفسي»... حدثها عن الخوف فحدثته عن الطمأنينة وحسن الظن بالله... كلمات نطقت بها السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها فأثلجت بها صدر النبي صلى الله عليه وسلم... وكانت بمثابة نقطة الانطلاق لبداية دعوة ورسالة عظيمة وجدت صداها على مر العصور... هي خديجة بنت خويلد، أتى جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: (يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك بإناء فيه إدام - أو طعام أو شراب - فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب). كانت خديجة أول من أسلم بالنبي (صلى الله عليه وسلم), آمنت به إذ كفر به الناس، وآوته إذ رفضه الناس، وصدقته إذ كذبه الناس، ورزقه الله منها الولد: (القاسم، والطيب، والطاهر - ماتوا رضعا - ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة). توفيت رضي الله عنها وأبو طالب في عام واحد، فحزن النبي صلى الله عليه وسلم لموتها, لأنها كانت تخفف عن زوجها الآلام التي يلقاها من أهل مكة، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يسكن إليها. توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في مكة في شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت بالحجون.
مشاركة :