إشادة حقوقية واسعة بمرسوم تعديل «العقوبات البديلة»

  • 9/10/2021
  • 23:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد‭:‬ أشاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحقوقيين‭ ‬بإصدار‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬مرسوم‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يجوز‭ ‬للجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أنْ‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬أنْ‭ ‬يستبدل‭ ‬بالعقوبة‭ ‬الأصلية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬2‭) ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬عليه‭ ‬الوفاء‭ ‬بها،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬تضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬المنظومة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬ليكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬وأسرته‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ودعم‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬بإصلاح‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬ودمجها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‮»‬‭.‬ أكدت‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬المنامة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المحامية‭ ‬دينا‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬اللظي‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تشريعاتها‭ ‬وممارساتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬ وذكرت‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يدمج‭ ‬المحكوم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬تواجده‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬بمراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬وإن‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬أسرته‭ ‬تشكل‭ ‬نسيجا‭ ‬مجتمعيا‭ ‬قويا‭ ‬ومتماسكا‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬التي‭ ‬يتسبب‭ ‬بها‭ ‬المحكوم‭ ‬نتيجة‭ ‬تجاوزه‭ ‬للقانون،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬تشكل‭ ‬بداية‭ ‬متجددة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬وأسرته‭ ‬ووالديه‭ ‬ومحيطه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬واستقراره‭ ‬ومكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬بأنواعها‭.‬ وقالت‭ ‬المحامية‭ ‬دينا‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬اللظي‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إن‭ ‬إتاحة‭ ‬المرسوم‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬جوازية‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬بتقديم‭ ‬طلب‭ ‬لقاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬أن‭ ‬يستبدل‭ ‬العقوبة‭ ‬الأصلية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬بعقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الوزارة‭ ‬للحالات‭ ‬وفقاً‭ ‬للشروط‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬المرسوم‭ ‬والتي‭ ‬تحمي‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬محكوم‭ ‬عليه‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬لأفراد‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬حق‭ ‬الجميع‭.‬ بدوره‭ ‬أكد‭ ‬مركز‭ ‬المنامة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬إصدار‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬يضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬المنظومة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬ليكون‭ ‬لها‭ ‬انعكاسات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬وأسرته‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ودعم‭ ‬للمنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬بإصلاح‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬ودمجها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتكون‭ ‬عنصر‭ ‬بناء‭ ‬لأوطانهم‭ ‬لا‭ ‬معولا‭ ‬لهدم‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يرتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬تمس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬ولا‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬لأفراد‭ ‬أو‭ ‬جهات‭.‬ وذكر‭ ‬المركز‭ ‬أهمية‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬رقم‭ (‬24‭) ‬لسنة‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬يقضي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يجوز‭ ‬للجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬أن‭ ‬يستبدل‭ ‬بالعقوبة‭ ‬الأصلية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬عليه‭ ‬الوفاء‭ ‬بها‮»‬‭.‬ وشدد‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬له‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مثالاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والذي‭ ‬أثبت‭ ‬نجاحه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬واستفاد‭ ‬منها‭ ‬بحسب‭ ‬إحصائية‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬3511‭ ‬محكوماً‭ ‬يقضون‭ ‬أوقاتهم‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬وأسرتهم‭ ‬ولم‭ ‬يخسروا‭ ‬مستقبلهم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والوظيفي‭ ‬نتيجة‭ ‬أفعالهم‭ ‬المخالفة‭ ‬للقانون‭.‬ ولفت‭ ‬مركز‭ ‬المنامة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬راعى‭ ‬في‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وعدم‭ ‬جواز‭ ‬استفادة‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬تمثل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬سلب‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬يطالبون‭ ‬المحكوم‭ ‬بمبالغ‭ ‬مالية‭.‬ بدوره‭ ‬قال‭ ‬سلمان‭ ‬ناصر‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬حقوقيون‭ ‬مستقلون‮»‬‭: ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬العامة‭ ‬لبدائل‭ ‬الدول‭ ‬السجن‭ ‬لم‭ ‬تتغير،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تحول‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الهدف‭ ‬العام‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الإجرام‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أن‭ ‬المبدأ‭ ‬الأساسي‭ ‬لتوسعة‭ ‬قانون‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبة‭ ‬هو‭ ‬خفض‭ ‬المعدل‭ ‬العام‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬الإجرام,‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يساعد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬العدد‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬نزلاء‭ ‬السجون،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أيضًا‭ ‬تأثير‭ ‬أوسع‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معالجة‭ ‬أسباب‭ ‬الجريمة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تكلفة‭ ‬المحكوم‭ ‬داخل‭ ‬السجن‭.‬ ‭ ‬وأضاف‭ ‬ناصر‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭: ‬نثمّن‭ ‬عالياً‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬بإصدار‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬24‭) ‬لسنة‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬يقضي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يجوز‭ ‬للجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬قاضي‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقاب‭ ‬أن‭ ‬يستبدل‭ ‬بالعقوبة‭ ‬الأصلية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬بشرط‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬المحكوم‭ ‬عليه‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬عليه‭ ‬الوفاء‭ ‬بها‮»‬‭.‬ وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوسعة‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬عدد‭ ‬السجناء‭ ‬وبالتالي‭ ‬معالجة‭ ‬اكتظاظ‭ ‬السجون،‭ ‬بخلاف‭ ‬مجرد‭ ‬علاج‭ ‬الاكتظاظ،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سيحقق‭ ‬أحد‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الجاني‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وتقليل‭ ‬تراكم‭ ‬القضايا‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭. ‬ وشدد‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬حقوقيون‭ ‬مستقلون‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬كمؤسسة‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بدائل‭ ‬السجن‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬متسقًا‭ ‬مع‭ ‬حماية‭ ‬السلامة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تعريف‭ ‬مقاييس‭ ‬النجاح‭ ‬لتشمل‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الإجرام‭ ‬وتحديد‭ ‬مدى‭ ‬كفاية‭ ‬العلاج‭ ‬المجتمعي‭ ‬والمهني‭ ‬والتعليمي‭ ‬والإشراف‭ ‬وبرامج‭ ‬الخدمة‭ ‬الأخرى‭.‬ وأكد‭ ‬د‭. ‬سامر‭ ‬محمد‭ ‬الزعبي‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬جمعية‭ ‬الحقوقيين‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬الأخير‭ ‬لقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬الشديد‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتعزيزها‭ ‬وتطويرها،‭ ‬إذ‭ ‬يعد‭ ‬التعديل‭ ‬الأخير‭ ‬إشارة‭ ‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬النظام‭ ‬التشريعي‭ ‬والقضائي‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬نضوج‭ ‬قانوني،‭ ‬ودلالة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬والتشريعي‭ ‬لكافة‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬العدالة‭ ‬للمجتمع‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المحكومين‭.‬ وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التعديل‭ ‬الأخير‭ ‬يلاحظ‭ ‬العناية‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬مفهوم‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكوم‭ ‬ليعود‭ ‬كجزء‭ ‬فعال‭ ‬لبناء‭ ‬نهضة‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدماجهم‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ ‬الواحد‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬حضارة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭.‬ وقال‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬الحقوقي‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتعديل‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬أولوياتها‭ ‬حفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ففي‭ ‬التعديل‭ ‬الأخير‭ ‬أُخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الأبعاد‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬للمحكومين‭ ‬بنظرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حفظ‭ ‬حقوقهم‭ ‬وخاصة‭ ‬أصحاب‭ ‬الأحكام‭ ‬القصيرة‭ ‬المدى‭. ‬ وثمّن‭ ‬المهندس‭ ‬علي‭ ‬أحمد‭ ‬الدرازي‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬أقر‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬لتعزيز‭ ‬صيانة‭ ‬الحقوق‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭ ‬ومواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬تماشياً‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬ وأشار‭ ‬الدرازي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬أعطى‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬مساحة‭ ‬ومرونة‭ ‬أكبر‭ ‬أمام‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬لإعطاء‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توافرت‭ ‬فيهم‭ ‬الاشتراطات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المرسوم،‭ ‬مراعاةً‭ ‬للظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬والأسرية‭ ‬والدواعي‭ ‬الإنسانية‭ ‬المبرّرة‭ ‬للمحكوم‭ ‬عليهم،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬وإعطائها‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬تعكس‭ ‬الرؤية‭ ‬الحضارية‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ - ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ - ‬وفق‭ ‬مفهوم‭ ‬مجتمعي‭ ‬متقدم‭.‬ وأضاف‭ ‬الدرازي‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬وتضمن‭ ‬تنوع‭ ‬العقوبات‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمحكوم،‭ ‬وتحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬التي‭ ‬أنشأت‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬وتعمل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬وتعايش‭ ‬المحكوم‭ ‬مع‭ ‬محيطه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬هي‭ ‬تدبير‭ ‬ناجح‭ ‬وإرساء‭ ‬سليم‭ ‬لمبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الهادفة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الجريمة‭ ‬وعدم‭ ‬تكرارها‭.‬

مشاركة :