الحب شىء والفن شىء آخر، هكذا كان يتحدث بليغ عن وردة، شكلت وردة مع بليغ واحدة من أهم الثنائيات الموسيقية، رشقت أغانيهما فى قلوب الناس، ورغم ذلك كان هناك ضحايا لتلك الثنائية، وهناك من كان يرى أن وردة أحالت بليغ إلى ملحن ملاكي، كان عبدالحليم أشهر الغاضبين والذين دفعوا ثمن هذه الزيجة التي بدأت عام 73 وانتهت 79، وكثيراً ما كان يحدث بينهما تراشق بالأغاني (ناس ما بتحبش راحتنا/ بيطلعوا يجيببوا فى سيرتنا)، اعتبرها عبدالحليم نميمة موجهة ضده، مقصود بها الشلة التى كانت تسهر عند بليغ ووردة، وتذهب بعدها للتشنيع فى بيت عبدالحليم، كما أن نجاة أقامت دعوى قضائية ضد بليغ لأنه أخذ منها (العيون السود)، ومنحها لوردة، وتعثرت خطوات عفاف راضى التى كانت مشروع بليغ الفنى وقدمها في (ردوا السلام) بعد أن ذكاها جمال عبدالناصر. الخيط الرفيع بين الفنان وزوجته، التي تحترف الفن، يظل شائكا، بعض المخرجين كانوا متيمين بزوجاتهم فأفسدوا الرؤية، على الجانب الآخر عزالدين ذوالفقار وفاتن حمامة، عز نموذج للمخرج العاشق صبابة، وكان يقول إنها تحتل المركز الأول بين نجمات الشاشة وحتى العاشر، أي نجمة أخرى تبدأ من المركز الحادي عشر، بعد الطلاق ظل هذا هو رأيه، بل أسند لعمر الشريف أمامها بطولة (نهر الحب)، وروى لي فؤاد المهندس الذى شارك بالتمثيل أن عز كان يبكي في كل مشاهدهما العاطفية، وقال له وهو يغالب دموعه: (يا فؤاد عمرك شفت في الدنيا أصابع أجمل من فاتن). بليغ حمدى، والذى احتفلنا أمس بذكراه الـ28، كان فيما يبدو أقرب فى علاقته بوردة إلى حالة عز مع فاتن، الطلاق لم يغير من الأمر شيئا، ظلت وردة حبيبته وملهمته حتى رحيله وسجل (بودعك).. كتبها ولحنها لوردة ثم ودع الدنيا. قصة حب بدأت بالموسيقى عام 1957 عندما استمعت وردة إلى أغنية عبدالحليم (تخونوه) تلحين بليغ، قالت هذا الملحن سأتزوجه، وتأتي للقاهرة وتبدأ مع بليغ رحلة الأنغام برائعة (بحبك فوق ما تتصور) ثم (يا نخلتين في العلالى) وتتعثر الزيجة لاعتراض أسرة وردة، تسافر وردة الجزائر وتتزوج من أحد ضباط الثورة الجزائرية وتنجب ويتم الطلاق، تعود فى 73 ليولد ثنائى بين زوجين بداية من انتصار 73 و(ع الربابة بغنى) وتستمر الحياة الفنية والشخصية 6 سنوات، لم يخل الأمر من تراشق بينها وبين عبدالحليم، الذى أطلق على بليغ قبل زواجه (أمل مصر فى الموسيقى) ثم سحب منه اللقب بعد الزواج، أتذكر أننى سألت مرة الموجى متى تلحن لوردة؟ قال لى عندما تطلق بليغ، رغم أنه واقعيا لحن لها أكثر من أغنية وهي متزوجة بليغ مثل (مستحيل). بليغ لم يكن يمنع وردة من اللقاء مع الآخرين، وعلى رأسهم عبدالوهاب، كما أن كمال الطويل لحن لها (بكرة يا حبيبى)، كان بينهم اتفاق على لقاء ثلاثى صوت وردة وكلمات بليغ وموسيقى الطويل، تراجع الطويل عن استكمال المشروع، الذى قال لى ضاحكا: (ملحن كبير ومراته مطربة كبيرة كتب كلمات، هو الأولى بتلحينها ليه أنا أدخل بينهما). نظريا كما قال بليغ حمدى الحب شىء والفن شىء، ووردة متحققة قبل وأثناء وبعد زواجها من بليغ، بدأت رحلة الحب مع إعجاب وردة بأغنية (تخونوه) وانتهت بعد أن سجلت وردة مع بليغ دويتو (تخونوه)!!. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).
مشاركة :