أمسِ وبمناسبة قرار مجلس الوزراء بإنشاء (هيئة مستقلة لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة)، كان الحديث عن حرص قيادتنا الرشيدة على معالجة هذا الملف وتوفير العيش الكريم لأبناء هذا الوطن، أيضاً كان التأكيد على أهمية سَـعْـودة كـلّ وظائف القطاع الحكومي. أما (اليوم) ولأن المؤسسات الحكومية في أي بلد لايمكن أن تستوعب جميع طالبي العمل؛ فإن (القطاع الخاص) بيئة خصبة وواسعة لهم؛ ولكن الواقع يشهد بأنّ الأعزاء الوافدين الذين يزيد عددهم على (10 ملايين) يستحوذون على (42%) من الوظائف معظمها في هذا القطاع، والتستر يـخفي أكثر! وفي هذا الملف نبدأ بحكاية اتهام الشباب السعوديين بالكسل وعدم الجِـدية في العمل؛ وتلك تُـهَـمٌ أراها ظالمة، ومجرد فَـزَّاعَــة يلجأ إليها أصحاب الشركات والمؤسسات لتبرير هَــرولتهم نحو الاستقدام! (فـشبابنا المسكين) هم أولئك الذين يمارسون مهنة (حُــراس الأمن الصناعي)؛ تحت الخطر، ولهيب الشمس، أو صقيع البرد برواتب متدنية وظروف وظيفية قاسية! صدقوني (السعودي العاطل) يبحث في ساحة وظائف القطاع الخاص عن لقمة العيش؛ لكنه للأسف (سَــجِـيْــن) لمنافسَــة غير عادلة مع (الأجنبي)، من حيث (الرواتب) وظروف المعيشة!! فالشاب السعودي للوصول للحَـد الأدنى من الحياة الكريمة في وطنه وفي ظل غلاء الأسعار والإيجار يحتاج لراتب لايقل عن (6000 ريال)، أما (العزيز الوافد) فربما اكتفى بنصفها أو أقل؛ لأنّه لايجدها في بلده، بينما يعيش هنا على الكَـفَـاف!! ولذا أعتقد أن من أهم الخطوات المنتظرة من (هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة) صناعة ظروف وظيفية صِـحـية عادلة تضمن (سَـعْــوَدة حقيقية ناجحة) في القطاع الأهلي وليست صُــورية وهمية كما هو واقع اليوم الذي يتم فيه التحايل على نطاقات وزارة العمل!! أما الخطوة الثانية فإنشاء بنك للوظائف يحصرها في برنامج إلكتروني موحد على مستوى المملكة، ثم يؤَهِــلّ الشباب لها بالتدريب داخلياً وخارجياً! أما الخطوة الأهم فالقضاء على (الـتّـسَـتّــر وتجارة الظِـلّ) التي فيها الأجانب هم أصحاب المال من الباطن؛ فمن المؤلم جداً مشاهدة شبابنا يفترشون الأرصفة في بَـسْـطَـاتـهم، والبلدية تُـطاردهم ؛ بينما الوافدون الذين يسكنون المحلات المجاورة يراقبون الموقف!! تويتر @aljamili aaljamili@yahoo.com aaljamili@yahoo.com
مشاركة :