السجين المسكين! | عبد الله منور الجميلي

  • 12/31/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

يحكى أنّ سجيناً قد حُـكِـم بالإعدام، وفي تلك الليلة التي سَـيُـنفذ في نهارها الحُـكْـم)، فوجئ السجين بِـباب (الـزّنزانة) يُفْـتَـحُ، وإذا بالإمبراطور (لويس الرابع عشر) يدخل عليه مع حُــرّاسِـه، قائلاً له: سوف أعطيك فرصة للنجاة من الموت فَأَحْـسِـن استغلالها! في هذه الـزنزانة (مَـخْـرَج) إنْ عَـثَـرتَ عليه قبل الفجر فأنتَ حُـرّ، وإنْ لم تجده سَـيُـنفّـذ فيك حُـكْـم الإعدام! غادر الإمبراطور مع حُـراسه بعد أن فَـكّـوا سَـلاسِـل الـرَّجُــل، الذي بدأ مباشرة في البحث عن وسيلة الخُـروج في سِـجنِـه، فَـرِح جداً عندما اكتشفَ فَـتْـحَـةً مغطّاة بسجادة بالية على الأرض، وما إِن نَـظَـرَ فيها حتّى وجدها تؤدّي إلى سُـلّمٍ يَـنْـزلُ إلى سِـرْدَاب سُـفْـلِـي، يليه دَرَجٌ يصعد إلى الأعلى، ولكن بعد جهْـدٍ كانت النهاية إلى برج القلعة الحَـصِـيْـن حيث لا مَـفَـرّ!! رجع إلى زنزانته، أخَـذَ يضرب الأرض، فوجد حَـجَـراً يتزحْـزح، فَـرفعه، فإذا تحته مَـمَـرٌ ضيّق، سار فيه زحفاً، وبعد وقْـت ومعاناة كانت الصّـدمة أنه ينتهي بنافذة من الـحديد، وهكذا استمرت محاولات الـسّـجِـيـن التي باءت كلها بالفَـشَـل، وقبيل الفجر فقد الأمل، وجَـلَس ينتظر الموت!! بعد الفجر جاء الإمبراطور وحراسه، حيث قال أراك ما زلـتَ هنا، قال السّـجِـيْـن المسكين: كنت أتوقع أنك صادق معي أيها الإمبراطور، فأنا لم أترك بقعة في الزنزانة لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي أخبرتني عنه؟! أين وعدك؟! قال له الإمبراطور: يا رَجُـل لقد كان باب الزنزانة أمامك مفتوحاً، ولكنك لم تحاول الخروج منه! تلك الحكاية تبعث برسائل مهمة، منها: أن طريق نجاة ونجاح الإنسان قد يكون أمامه وبين يديه، ولكنه يجهله أو يَـغْـفَـل عنه فيذهب للـصّـعب وغير المتاح! أيضاً هناك أن التوتر والضّـغط الذي يجعل الإنسان يفقد التفكير، فتغيب عنه أبواب الحلول رغم أنها مفتوحة! أخيراً فضلاً عندما تفكر في حَـلّ المشاكل ضَـعْ نفسك أولاً خارجها، ثمّ ابدأ بأبسط الحلول المباشرة، ثم تَـدرج في التفكير، ولا تضعْ لنفسك صعوبات وعواقب؛ فبالأفكار البسيطة تستطيع حل المشكلات الكبيرة! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :