رفض دعوى مدنية تطالب طبيبا بدفع 120 ألف دينار تعويضا لورثة

  • 9/19/2021
  • 09:33
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد براءته جنائيا من تهمة التسبب في الوفاة.. رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬دعوى‭ ‬بإلزام‭ ‬طبيب‭ ‬ومستشفى‭ ‬دفع‭ ‬120‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لورثة‭ ‬سيدة‭ ‬توفيت‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬حيث‭ ‬طلب‭ ‬المدعون‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬دفع‭ ‬المبلغ‭ ‬تعويضا‭ ‬ماديا‭ ‬وأدبيا‭ ‬عن‭ ‬الخطأ‭ ‬الطبي،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬أنه‭ ‬طالما‭ ‬صدر‭ ‬حكما‭ ‬جنائيا‭ ‬ببراءة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬ونفى‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬ارتكاب‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬للواقعة‭ ‬أصبح‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬له‭ ‬حجية‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭.‬ وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬المدعين‭ ‬قد‭ ‬أقاموا‭ ‬دعواهم‭ ‬بهدف‭ ‬الحكم‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بدفع‭ ‬المبلغ‭ ‬المطالب‭ ‬به‭ ‬تعويضًا‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الخطأ‭ ‬الطبي،‭ ‬وكان‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬ببراءة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬منسوب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬التسبب‭ ‬بخطئة‭ ‬في‭ ‬موت‭ ‬مورثة‭ ‬المدعين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عدم‭ ‬اطمئنان‭ ‬المحكمة‭ ‬لدليل‭ ‬الاتهام‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭.‬ ‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬أصبح‭ ‬نهائيًا‭ ‬وباتًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬الطعن‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإنه‭ ‬فصل‭ ‬فصلاً‭ ‬لازمًا‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬عدم‭ ‬وقوع‭ ‬العمل‭ ‬المكون‭ ‬للأساس‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الدعويين‭ ‬الجنائية‭ ‬والمدنية،‭ ‬فيحوز‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬المشتركة‭ ‬حجية‭ ‬الشيء‭ ‬المحكوم‭ ‬فيه‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬ويمتنع‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تخالفه‭ ‬أو‭ ‬تعيد‭ ‬بحثه‭ ‬وتقضي‭ ‬على‭ ‬هديه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ترى‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬انتفاء‭ ‬ركن‭ ‬الخطأ‭ ‬وهو‭ ‬الركن‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬المسؤولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬بحق‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬بما‭ ‬مؤداه‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬دعوى‭ ‬المدعين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬قانوني‭ ‬وواقعي‭ ‬صحيح‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬رفضها‭.‬ وشرحت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬المقرر‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭ ‬المدني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬خطأ‭ ‬سبب‭ ‬ضررا‭ ‬للغير‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬أحدثه‭ ‬بتعويضه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬القاضي‭ ‬المدني‭ ‬بالحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬فصل‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬وكان‭ ‬فصله‭ ‬ضروريا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بالبراءة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬نفي‭ ‬نسبة‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭.‬ حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬البات‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬بالبراءة‭ ‬أو‭ ‬بالإدانة‭ ‬له‭ ‬حجية‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬فصل‭ ‬فيها‭ ‬بحكم‭ ‬بات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬وبوصفها‭ ‬القانوني‭ ‬ونسبتها‭ ‬إلى‭ ‬فاعلها،‭ ‬ويكون‭ ‬للحكم‭ ‬بالبراءة‭ ‬هذه‭ ‬الحجية‭ ‬سواء‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬انتفاء‭ ‬التهمة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬الأدلة،‭ ‬ولا‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬الحجية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مبنيا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬لا‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‮»‬‭. ‬فلهذه‭ ‬الأسـباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬وإلزام‭ ‬المدعين‭ ‬بالمصروفات‭ ‬و50‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

مشاركة :