اللهم لا شماتة!

  • 10/27/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم أتعود في حياتي أن أكون من الشامتين، وأقول للهلال السعودي: لن نشمت، لأنك أخ وشقيق، ولم نغفل حقك في الاحتجاج، ولم نغضب منه، لسبب بسيط جداً أننا كنا على قناعة لا تقبل الشك في سلامة الموقف القانوني للأهلي، وكنا كذلك على قناعة بدقة لوائح اتحاد الكرة المعروف عربياً وخليجياً بقوة لجانه القانونية والقضائية، ولا يخفى على أحد أن اتحاد الإمارات صار مرجعاً للكثير من اتحادات الجوار، وهذا ليس من قبيل الافتخار، لكنه حقيقة، وكم راحت كوادرنا إلى منصات الدورات وهي تحاضر في قيم الاحتراف ومفاهيمه وأسسه ولوائحه وقوانينه بدعوة كريمة من الآخر! أقول هذه المقدمة متعمداً أن تكون طويلة على عكس قناعاتي في الكتابة، بعد أن أعلن الاتحاد الآسيوي بالأمس، عن رفض احتجاج نادي الهلال السعودي، الذي اتهم فيه الأهلي الإماراتي، بمشاركة لاعب في مباراة الفريقين لا يحق له المشاركة، وهو اللاعب المغربي أسامة السعيدي، الذي شارك لبعض الوقت في مباراة الإياب الحاسمة بدبي، التي فاز فيها الأهلي بثلاثة أهداف، وانتقل على أثرها إلى نهائي دوري أبطال آسيا بجدارة لأول مرة في تاريخه. وهكذا يهزم الأهلي الهلال مرتين، مرة في الملعب فنياً، ومرة ثانية خارج الملعب قضائياً، ونقولها من الآن إذا تقدم الهلال بالاستئناف على القرار، وهذا أيضاً حقه، فإن الأهلي سيهزمه للمرة الثالثة، وهذا ليس من باب الغرور أو التعالي أو فتح الصدر، ولا مؤاخذة، ولكن من باب المثل الشعبي الذي يقول: اللي ما يشوف من الغربال يبقى أعمى! كثيرون سخروا سواء في المواقع أو في البرامج أو في الصحافة المكتوبة، لا سيما بعد أن تسربت معلومة أن الاحتجاج الهلالي تضمن 111 صفحة بالتمام والكمال، مكتوبة باللغة الإنجليزية، وشخصياً ودونما تهكم، كنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة، لكي أتعرف على مضمون هذا الاحتجاج أبو 111 صفحة، لا سيما أن رد الأهلي لم يزد عن ثلاث صفحات فقط، لأنه لم يجد أمامه قضية في الأساس، فاللاعب لاعبه، ومسجل في كشوفه المحلية والآسيوية، وصال وجال في البطولة من بدايتها وحتى خروج الهلال! الدرس المستفاد من هذا الموقف، الذي وصفناه من أول لحظة بأنه مجرد زوبعة في فنجان، لا يخص اللوائح ولا القوانين، بل يخص الملعب، فهذا الاحتجاج الصارخ دلالة قاطعة على روعة فوز الأهلي وعلى أهميته، الأمر الذي يجعلنا نطالبه بأن يغلق هذا الملف على الفور، ويبدأ بجدية تامة الاستعداد لمباراة الذهاب أمام الفريق الصيني غوانزهو، التي تقام بدبي في السابع من الشهر المقبل. آخر الكلام من الآن، الهلال أصبح في خبر كان، يجب ألا ننشغل بردود الأفعال الصادمة القادمة من هناك، فهناك كلمات كثيرة خارجة عن اللياقة للأسف الشديد، مرة أخرى نقول: لا تنجرفوا وراء ذلك، فالوقت ليس وقت معارك جانبية، فأمامنا ما هو أهم. قلنا كلمتنا في الملعب وفزنا، وقلنا كلمتنا خارج الملعب وانتصرنا، وهذا يكفي!

مشاركة :