نعم اللهم لا شماتة يا جماهير النصر والهلال، كيف تخليتم "بسبب صراعات لعبة كورة" عن أخلاقكم الإسلامية، وفروسيتكم العربية، ومبادئكم الإنسانية ليمارس كل جمع منكم تجاه الجمع الآخر كل الإسقاطات الرخيصة، والعبارات الهابطة، متهماً "متهكماً" بعضكم بعضا، حينما حمي وطيس التنافس الميداني بين فريقيكما العملاقين. يا إلهي ما هذا الانفلات المحموم المسموم "الموسوم" بكل ترهات التعصب وكل طرف يسلب مكتسبات المنافس بإسهام التحكيم فيها. خلال هذا الموسم فرحنا كثيراً بعودة السجال النصراوي - الهلالي على أراضي الملاعب، بعيداً عن بيانات المكاتب، وحزازيات المواقع والمناصب، لكن ما يجري هذه الأيام بين جماهير الهلال والنصر والله محزن مبكٍ. عامة الجماهير التي "ما انفكت" تكيل كل علامات الاتهام تجاه الإعلاميين ووسائل الإعلام، إنها هي من تتسبب في إشعال فتيل التعصب ما أن أتيحت لها وسائلها الإعلامية الخاصة مثل "تويتر" و"واتساب" وغيرها حتى أفرزت وجوها تعصبية "نتنة" بتعمد التشكيك في بطولات الفريق الآخر بأنها بفعل التحكيم وليس الجدارة. بدلاً من أن يتفاخر كل مشجع بإنجازات ناديه، تجده يتجاوز كل ذلك متجها نحو البحث في المواقف التي استفاد فيها المنافس من أخطاء الحكام في كل مباراة من مباريات باتت كل نتائجها في حفظ التاريخ الذي لن يُمحى. بصراحة يا سادة ويا كرام -مع بعض الاحترام لكل ما كتب من كلام- النصر والهلال، مثلهما مثل الأهلي والاتحاد، والاتفاق والشباب، والوحدة والقادسية، وغيرها، جميعها بقدر ما استفادت من أخطاء الحكام بقدر ما وقع عليها من ضرر. أخيرا بقي أن نخاطب عقول هذه الجماهير: أيها الأحبة ثقوا تمام الثقة بأنكم تخسرون من كل الجوانب في كل مرة تتهمون فيها ذمة حكم أو تشككون في ضمير آخر، واللاعبون للملايين يكسبون وأنتم مع الله تخسرون.