•لن أتحدث اليوم عن معلم جازان فقط ولا بكائية الطفل الذي أبكانا معه جداً في مشهد لم يكن سوى عبث وجنون مارسه المعلم الذي اقترف ذنبا عظيماً حين قام بتصوير الطفل الضحية وهو عمل غير مسئول وتصرف ليس فيه من حكمة وما أظنه كان يعتقد أن الحكاية سوف تتحول الى قضية رأي عام بالرغم من أنه بدا في حديثه هادئاً وفي تعامله مؤدباً وفي كلماته لطيفاً وكلها لم تكن سوى كلمات عفوية منه لتلميذه الذي بدا باكياً وهو يحدثه بلهجته الجازانية الأصيلة وهو يصر على أن يقنعه بأن يعود في الغد وهو قادر على أن يكتب الدرس بثقة لكنه كان ينظر اليه وهو يتوسل اليه بأن يمنحه فرصة للغد ليتمكن من القلم والورقة ويكتب الدرس ويقدمه له ،وبكل أمانة وبرغم أنف البكاء كان ذلك الطفل كبيراً في كل شيء، في لهجته وبساطته وفي أسلوبه ،كما كان رجلاً صادقاً في حرصه على أن يتعلم حتى وصل به الى أن يقول للمعلم لا ( ماعلمتاني ) ليجيبه المعلم بطريقته ويؤكد له انه علمه وشرح له الدرس على السبورة ولا مشكلة في ذلك !! لولا أنه أخطأ حين قام بتصويره ، لكن القضية بدأت حين فرط المعلم في المهمة وقام بتصوير التلميذ ومن ثم قام بتوزيع المقطع بهدف ماذا ..!! وأظنه كان يهدف الى إضحاك الناس !! وهي حكاية أن تصنع أنت لنفسك الحكاية لتكون أنت الضحية ، لاسيما والمعلم هو القدوة التي حولها العبث الى قضية رأي عام فكان الخطأ الذي ربما يؤذيه ويؤثر عليه في مستقبله وحياته الوظيفية!!... • ولأن للمعلم في ذهني مكانة أعترف لكم أنني لست مع الخطأ الذي بدر من المعلم أبداً !! لكني مع المعلم الذي علينا أن نحتويه ونقدر له ما يقدمه ونكرمه ونمنحه فرصة أخرى للاعتذار عن الخطأ الذي بدر منه بدلاً من ان نقف كلنا ضده بقوة ونمارس عليه سلطة الجلد.. وكلنا عاش حياة الأمس مع المعلم وهيبة المعلم وقداسة المهنة التي كانت ذات يوم تمنح المعلم مكانته مع التقدير لتتحول اليوم الى واقع هدم وقيد حاصر المعلم الذي بات يخشى ان يكون هو في لحظة ضحية خطأ يقدمه للعقاب ،وما كنت أتمنى له سوى الرعاية والعناية فربما نرد له بعضاً من كرامته المسلوبة لكي يستطيع القيام بواجبه المقدس بدلاً من أن نحاسبه ونقسو عليه ومن يقول لا أقول له إن زمننا كان للمعلم مكانة وهيبة وكان خوفنا منه يدفعنا للاجتهاد والإبداع، تلك الأيام كانت الأجمل وكان الماضي الذي صنع جيلاً قوياً وقادراً على كل شيء وفي مقدمتها الإتقان والإبداع ، اما اليوم وبكل أسف فالمخرجات هشة وكما ترون لدرجة ان تجد الجامعي الذي يخطئ في الإملاء والسبب هو أننا حاسبنا المعلم الذي وجد نفسه في زاوية ضيقة إن عاقب عوقب وإن خاصم كان خصامه وبالاً عليه فما كان منه سوى العمل بنصف طاقته تاركاً للمجتهد الفرصة وللبليد بلادته وسوء عمله ومن حقه أن يبتعد بنفسه عن كل فعل يعرضه للعقاب !! ومن هنا أعود للخطأ الذي كان من معلم جازان وأملي في أن يكون الحساب يسيراً بدلاً من أن نقتل في محياه الطموح والمستقبل كله ونحاصره بين قوسين ولا أجمل من العفو عند المقدرة ،وثقتي وأملي فيه هو أن يكون هو أكبر من كل التصرفات الساذجة ومن منا بلا خطيئة ...،،، • (خاتمة الهمزة) .... للحاضر هذا وللتقنية مني تحية وللطفل الصغير ودموعه الطاهرة مني قبلة نقية وله مني حب وعنب وقلب يسأل الله أن يفتح عليه الصعب ليكون سهلاً ويمكنه من أن يكون في الآتي رجلاً ناجحاً في حياته وكبيراً في كل صفاته ... وهي خاتمتي ودمتم تويتر: @ibrahim__naseeb h_wssl@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :