نائب حاكم الشارقة: بناء الإنسان يتحقق بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان

  • 9/26/2021
  • 18:07
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

 أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن عملية بناء الإنسان هي قيمة نبيلة، لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بتكريس الفكر المستنير وصقل العقل والوجدان.  وقال الشيخ سلطان بن أحمد في كلمة ألقاها اليوم الأحد خلال افتتاح الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في مركز إكسبو الشارقة، على مدار يومين تحت شعار "دروس الماضي، تطلعات المستقبل"، إن الشارقة تبنت هذا النهج منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت المنطقة تمر بمرحلة ما بعد اكتشاف النفط، والاندفاع الشديد نحو البناء والمعمار.  وتابع إن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حدث يتجاوز في وظيفته مجرد البحث في الخطاب الرسمي الموجه للجمهور، ليغوص عميقاً في أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال، من خلال الاتصال تتوثق العلاقات، وتصان القيم، وتحمى المبادئ، وتنهض الأمم.  وفي كلمته التي ألقاها خلال مراسم الافتتاح، تحدث صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضيف شرف المنتدى عن تجربة إمارة الشارقة الحضارية وما يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من مشروع تنموي شامل.  وقال الأمير تركي الفيصل "إننا نعيش في عالم واحد رغم كل ما واجهته البشرية من ويلات. إن هذه الحقيقة متجسدة بشكل جلي في ما يعيشه عالمنا اليوم من تقدم في مختلف المجالات وفي ظل عولمة اقتصادية ومالية وإعلامية فرضت تشابك مصالح العالم وتداخل فضاءاته المختلفة حتى أصبح عالماً واحداً. وليس أدل على ذلك أكثر مما أكدته جائحة كورونا التي لم تميّز بين البشر والدول والقارات ولم تعترف بالحدود السياسية والطبيعية القائمة بين الدول. ان وحدانية عالمنا تحتم علينا، أن نسعى دائماً إلى العمل على أن يكون تقدم عالمنا وتواصلنا محكوم بما يحقق مصلحة الإنسان الذي هو غاية بنفسها.  وأضاف الفيصل أن "التحدي الأكبر اليوم أمام العالم هو إدارة التحولات الجارية في النظام الدولي القائم بهدف صياغة نظام دولي جديد، وإعادة هيكلته ليعبر عن موازين القوى الدولية القائمة، ويستوعب المتغيرات العالمية في المستويات كافة، بما يستجيب لتطلعات دول العالم في إيجاد نظام دولي عادل يوفر بيئة استراتيجية للدول لتكيف سياساتها بما يحفظ مصالحها الخاصة، ويوجد عالم يسوده الأمن والاستقرار.  وقال إن "الفشل في مواجهة هذا التحدي سيقود إلى صراعات دولية، العالم في غنى عنها، وتهدد ما أنجزته البشرية خلال العقود الماضية من إنجازات في كافة المجالات بما في ذلك مستقبل العولمة. ونحن اليوم على حافة تحول قد يعيدنا إلى الصراع بين الدول العظمى يهدد إنجازاتنا البشرية".  ومن جانبه، قال أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، خلال كلمته إن "إشراك الشعوب يبدأ بإشاعة المعرفة بحجم التحديات وعمق المشكلات التي يواجهها المجتمع، وليس صحيحاً أن هذه المعرفة تشيع اليأس أو تضعف من شعبية الحكومات، بل الصحيح أنها تضع الناس والحكومات في قاربٍ واحد، وتعيد تشكيل الخطاب السياسي على أساس من الواقع القائم، وليس الوعي الزائف أو الشعارات الكاذبة".  وحول تأثير الأزمة الصحية العالمية على مكانة ودور الاتصال الحكومي، قال أمين عام جامعة الدول العربية "لقد رأينا جميعاً ما كشفت عنه تجربة كوفيد-19 في العامين الماضيين من تأثير الاتصال الحكومي الناجح في أداء الحكومات في وقت الأزمة، فقد صار واضحاً أن الحكومات التي تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها، وثقة متبادلة بينها وبين الجمهور، تمكنت من إدارة الأزمة على نحوٍ أفضل، ومن قراءة الواقع بصورة أكثر دقة، ومن القيام بواجبها في التوجيه والضبط والتوعية على نحو أسرع وأكثر كفاءة".  بدوره أكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التواصل الحكومي الفعال لا يمكن أن تتحقق أهدافه بدون أن يكون الإعلام الخاص رافداً له ومسانداً في إيصال رسالته، فالأهداف الوطنية الكبرى وتحقيقها وحمايتها هي مسؤولية الجميع، والوقوف في وجه المشككين والمثبطين بأهمية الاتصال الحكومي ودوره البنّاء هي مسؤولية وطنية للذود عن ثوابت ومقدرات أي مجتمع، ولا يمكن لذلك أن يتحقق بدون وجود ميثاق يحكم الفضاء المفتوح، وينظم ما يحتويه من أخبار ومعلومات اختلط فيه الغث والسمين، وأصبح المتلقي في حيرة من يصدق.  وأضاف الحجرف "لعل لنا في جائحة كورونا وما مر به العالم خلال العام 2020 خير عبرة ودليل، فما بين مشكك ومتربص وما بين مسوق لنظرية المؤامرة ومؤمن بها، ضاعت جهود حكومات دول العالم وهي تكافح هذا الوباء، وتم التقليل من جهود العاملين في الصفوف الأمامية من قبل أصوات استغلت الفضاء المفتوح غير المنظم، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، بحيث أصبح الفضاء المفتوح غير المنظم مصدر المعلومة الموثوق لدى عدد كبير جداً من المتلقين والعامة، ولا يقل تأثيره أيضاً على النخب والمطلعين، الأمر الذي فرض على الجهات الرسمية والمؤسسات الكبرى إنشاء حسابات في منصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع ما يطرح من خلالها بل والعمل على مدار الساعة لمتابعتها".  وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم مرئي يعكس أهمية الاتصال الحكومي ودوره في نقل كافة الصور والأحداث المتنوعة في مشاعر الفرح والحزن والتضامن وغيرها من الأحداث التي أثرت في العالم كافة.  وتجمع الدورة العاشرة للمنتدى 79 خبيراً في الاتصال من 11 دولة عربية وأجنبية، يشاركون في 31 فعالية تتوزع بين 7 جلسات حوارية و5 خطابات ملهمة و7 ورش تدريبية و12 منصة تفاعلية، بهدف مناقشة آليات إدارة الأزمات بأساليب اتصال مبتكرة ومعاصرة، وتحديد مستقبل خطاب الحكومات للجمهور وحجم الشراكة التي تجمعهم في صناعة القرار، والتركيز على التجارب التاريخية في الاتصال الحكومي، وأهم المحطات الماضية وصولاً إلى الحاضر وما رافقه من تحولات ليستشرف المنتدى بعد 10 أعوام على انعقاده مستقبل الاتصال الحكومي إقليمياً وعالمياً.  ويعقد المنتدى بالشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية، وهي، غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ومركز إكسبو الشارقة، والشارقة لإدارة الأصول، و"طيران الإمارات"، وإينكس العالمية، وسكاي نيوز عربية، ووكالة أنباء الإمارات، ودار الخليج، ومؤسسة دبي للإعلام، وصحيفة الاتحاد، ومؤسسة دبي للإعلام، وقناة دبي.  وقد حملت الجلسة الأولى من المنتدى عنوان "نظرية المؤامرة.. هل يمكن اختراقها؟"، واستضافت الدكتور فهد الشليمي رئيس مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، واللورد فيليب هاموند عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، ونارت بوران الرئيس التنفيذي للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية.  وأكد المتحدثون خلال الجلسة أن منصات التواصل الاجتماعي وسرعة نقل المعلومة عبرها؛ ساهمت بشكل مباشر في انتشار نظرية المؤامرة وتأثيرها على مناحي الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أن إحساس الجمهور بحالة من الاغتراب وعدم وضوح الرؤية بما يتعلق بنقل المعلومة؛ تعتبر بيئة خصبة وخطر محدق يجب التعامل معه بحكمة، لمنع تفشي نظريات المؤامرة.  وأجمع المتحدثون على أن مواجهة نظريات المؤامرة تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل في كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وذلك عبر تقديم الحقائق بطريقة جذابة، تخاطب المشاعر، إلى جانب فهم آلية عمل نظريات المؤامرة، واستعارة بعض الوسائل التي تعمل بها لاستخدامها في تفنيدها، وتطوير مناهج التعليم والعقل النقدي لدى الجمهور، لتمكينه بشكل رصين من تصديق الحقائق ونبذ أية نظريات غير صحيحة، وأخيراً تطوير شراكات فعّالة بين الحكومات والمؤثرين، تعمل على تعزيز الثقة والشفافية بين الجمهور والجهات الرسمية.  وقدم الناشط الاعلامي البحريني عمر فاروق، أمام المنتدى، تأثير أربع تجارب إنسانية عرضها عبر قناته في منصة اليوتيوب، وأكد أن التواصل مع الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقدم التعاطف والدعم النفسي والمعنوي والإنساني للشعوب، مشيراً إلى التجارب الأربع التي خاضها حصدت أكثر من نصف مليار مشاهدة على "اليوتيوب".

مشاركة :