(فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المدينة المنورة)، يُعْلِن قبل أيام البدءَ باستقبال طلبات راغبي الاستثمار في مجال إنشاء الفنادق، وقاعات المؤتمرات، والنّزل السياحية عبر (قَرْض) يُقَدَّمُ بالتعاون مع وزارة المالية. البرنامج رائد، وحقّق نجاحات في العديد من المناطق، ومنها مثلاً (منطقة القصيم) التي دعَم فيها مشروعات متنوِّعة كان من أبرزها تحويل (المزارع القديمة إلى نُزل سياحية)، جاءت جاذبة للمتنزّهين في مختلف أوقات العام، كما أنها قَدَّمت فُرَص العمل لنخبة من الشباب العاطلين! وهنا.. ولأن البيئة الاستثمارية في منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها، رغم ثرائها محصورة فقط في أنماط تقليدية لا تخرج في الغالب عن دائرة (الطّوافَة، وتسكين الحجاج والمعتمرين، وهو القطاع الذي يسيطر عليه الوافدون من الباطن)، أرى أن لا يتوقف دور (مسؤولي السياحة) في طيبة الطيبة على مجرد (الإعلان عن تقديم القروض المالية)؛ بل من المهم أن يتواصل سَعْيهم لِيَصِل إلى محطة تعريف المستثمرين الشباب بالثقافة السياحية بمفاهيمها، ومشروعاتها الجديدة التي منها على سبيل المثال: (النّزل الريفية، وإيواء الاستشفاء الصحي؛ وموتيلات الطّرق، والفنادق التراثية، المنتجعات والمخيمات البحرية والبرية، وكذا تطوير المواقع السياحية القائمة، وتنظيم المؤتمرات الدولية)، وهذا لن يتأتّى إلاّ بتنظيم زيارات لمثل تلك المشروعات الناجحة في بعض المناطق! أيضًا بالإمكان التنسيق مع الغرفة التجارية والمؤسسات المتخصصة في تصميم مشروعات متكاملة في هذا القطاع، وعرضها على مَن يرغب الاستثمار فيه؛ ومعها كافة التفاصيل، ودراسات الجدوى، وخُطط التنفيذ! فالنجاح في غَرس تلك الثقافة، وتقديم المعارف والمعلومات عنها، والتسهيلات لها من شأنه دعم السياحة في المنطقة؛ لتساهم في التنمية المحلية للضواحي والمحافظات والقرى، وفَتح أبواب الرزق لأبنائها، وتسويق منتجاتها؛ ولاسيما ومخزون المنطقة الدِّيْنِي والبيئي والتاريخي والجغرافي يمتاز بالتنوّع والثراء! فهل يخرج فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمدينة من قَوْقَعَتِه، وحالة صَمتِه وسكونه؛ لِيقود قافلة المؤسسات المعنية -حكومية كانت أو خاصة- للوصول لِسِيَاحَة حقيقية في المدينة النبوية؟! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :