مَـن قُـدِّرَ له الـسّـفَـر الخارجي من أهل المدينة المنورة؛ فسيجد المسلمين هناك على اختلاف أطيافهم وأعراقهم ما إن يعرفوا أنه من ساكني (طيبة الطيبة)؛ إلا وترتسم على وجوههم البريئة الابتسامات حبّـاً في المدينة، بل مَـن زارها منهم يُـقْـسِـم على اتصاف أهلها بالطيبة وإكرام الزائر، والسّـعْـي في مساعدة المحتاج. ولكن ما يثير الدهشة في واقع اليوم هو غياب لغة المسئولية الاجتماعية عن كثير من رجال الأعمال والتجار في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام! فلو قام أولئك بواجبهم تجاه مجتمعهم ومدينتهم فلن يكون فيها فقير أو مسكين ينتظر الغذاء والكساء، أو مريض ينتظر الدواء. وبما أننا نعيش أجواء شهر الخيرات رمضان؛ فهذا تذكير، وتلك دعوة صادقة لِـتُـجّـار طيبة النبلاء ؛ لكيما يقوموا بواجبهم في خدمة مدينتهم ومجتمعهم. فأبواب الخير كثيرة والأمثلة عديدة: فالمستشفيات والمستوصفات الخاصة بإمكانها المساهمة بتخصيص يوم في الأسبوع يتم فيه الكشف مجاناً على المحتاجين وذوي الدخل المحدود (وما أكثرهم في المدينة وقُـرَاها). وبإمكانهم أيضاً تأسيس سلسلة من وحدات غسيل الكِـلَـى في مختلف الأحياء حتى تكون قريبة من أصحاب ذلك الداء. كذلك يستطيعون تَـفَـقّـد المستشفيات الحكومية، وتزويدها بما ينقصها من معدات طبية وتجهيزات، وكذا العمل على صيانة المساجد والمدارس؛ فالإجراءات الحكومية بهذا الخصوص حبالها طويلة ! والمجال مفتوح كذلك لهم للتنسيق مع عُـمَـد الأحياء ومدارسها للتعرف على المحتاجين من قاطنيها، والوصول لهم، ومساعدتهم فالكثير من الأُسَـر رغم فاقتها إلا أنها متعففة. ومن وجوه العطاء للمدينة تنظيم قوافل لزيارة المحافظات والقُـرى والهِـجَـر . ولعل رجال الأعمال في المدينة يُـسْـهِـمون في مشروعات استثمارية يكسبون منها فهذا حقهم؛ لكن أن يكون من أهدافها استقطاب الشباب والأسَـر، وتدريبهم ثم توظيفهم! وأخيراً أرجو أن لا يُـردد أحدهم تلك العبارة المستهلكة : (كل ما سَـبق مِـن واجب الجهات الحكومية المعنية) ؛ (نعم)، ولكن لا يشعر بِـنَـبْض المدينة إلا أهلها؛ فيا تجار المدينة لا تظلموها! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :