دُنْيا وفِيهَـا كُلُّ شَـــيْءٍ فَــانِـي العُمْـــرُ يَبــْـلَى والحَيــاةُ ثَواني والنّفْسُ ترْجو أنْ يَطُولَ بَقاؤهَا أمَـــلاً بِطِــولِ سَلامَةٍ وأمَـــانِي آلامُنَـــا تَطْـغَى على آمَــــالِنَــا واللهُ سَـــيّر وِجْـهـَـةَ الإنْسَــــانِ فَلَكَـــمْ بَنَيْنــا بِالأمَــاني مَعْقِــلاً للسّـــعْـدِ لِلأفْــــراحِ لِـلأَحْـــزَانِ لَكِنَّـهَــا الأقْـدارُ كَمْ عَصَفَت بِنَا! فَتَبَخّـــرّتْ أحُــلامُـنَــا بِثَـوَانِـي عَظُمَ المُصَابُ فَلمْ تَعُدْ لي قُدْرَةٌ شَــلَـلٌ بِفِكْــرِي وانْعْقَــادُ لِسَـاني وشَـعُرْتّ أنَ الكَوْنَ حَـوِلي دَائِــرٌ واسْـــوَدَّتْ الدُّنْيَـــا لِمَــا أبْــلانِي وتَيَبّـسَتْ عِنْدي المَشَاعِـرُ فَجْـأةً وعِظَامُ جِسْمي لَمْ تَعْــدْ تَقْـوَانِي قَـالَ الطّبِيــبُ أرّاكَ يَـاذَا مُؤْمِـنــاً آجَــالُنَــا فِي عُـهٌـــدَةِ الرَّحْـمَـــانِ أُدْعُ لِإمِّــكّ إنّــهَـــا صَعَـــدَتْ إلَى رَبٍّ كَــرِيْـــمٍ واسِـــــعِ الْــغُفْــرانِ وغَداً سـَــنَتْبَعُــها .. بِأمْــرِ إلاهِـنَا فَمَــصِيْـــرَنا لِلْــواحِــدِ الـدَّيّــــانِ عاجَلْتُهُ والْحُزْنُ يَعْصِــرُ مُهْجَـــتِي المَـوْتُ حَـقْ!! وكُلُّ شَــيْءٍ فَــاني اللــهُ يَــرْحَمٌُـهَــا ويَرحَــمُ ضَعْفَهَـا سُـــبْحَــانَهُ يَعْــفُــو بِـلا حُسْــبَــانِ أنا مُــؤْمِن بِاللهِ لَكِـنْ أشْـــتَكْــِي بَــثّـي وحُـزْنـي حِيْـنَ يَجْتِمِعَانِ! أشْكُو إلَى رَبِّ الْبَــرِيّــةِ خَـــالِقي يارّبّ تَجْــبُرِنِي وتُصْـلِــحُ شَـــانِيِ لَمـَّا رَأيْتُ الطِّيْبَ يُـدْفَنُ والعَطـَا!! فُطِــرَ الفُـــؤادُ وهُيِّـجَــتْ أحْـزانِي تِلْـــكٍ الثُّرَيّّا غُيِّبَـتْ تَحْــتَ الثَـرى! جَـلَّ الْمُصَـابُ ،، ومَوْقِــفٌ أبْكانِي ماتَ الوَفـَا والْجـُـودُ بَـعْدَ رَحِيلِـهَا وجَـمِيلُهَــا بَــاقٍ كَـعُـمْــرٍ ثَِــانِـي أُمّي أيَا شَــجَناً يُدَاعِبُ مَسْـمَعي وقْتَ الدُّجَــى فَيَهُــزُّ كُـلَّ كَـيَـانِي ماأجْمَلَ الصّوتَ البَهِيجَ! فَحِينَمَا هَتَـفَـتْ لِتُوقِضَنِي بِكُــلِّ حَــنَــانِ إنْهّضْ بُنيْ! صَوتُ المُؤذِّنِ صَادِحٌ بالْفَجْـــرِ قُـــمْ بادِرْ إلى الرّحْمَــانِ لَكَأنَــمَــا الدّنْيَـــا تُـــرَدِّدُ بَعْــدَهّـا إسْــمِـي فَيَسْـمَعُه مَعِي الثَّقَـلانِ فنَهَضْتُ مِن نومِي أُجٍَادِلُ مَسمَعْي مُسٌْــتَبْشِــراً مُتَلَهّْـــفَــاً مُتَفَـــانِــي هُوَ صَوْتُ أُمِّي؟ً كالنّسِيــمِ يَلُفُّنِـي فَاهْتَــزَّ مِــنْ شَـــوْقٍ لَـــهُ وِجْـدَانِي وارْتَــدَّ ثَــانِيَـــةً يُدَاعِـبُ مَسْـمَعِي فَشَــعُرْتُ أنّ السّـعْدُ قـدْ نَادَانِـي أُمًٌَـي.. وهَلْ حَـقّاً سَمِعْتُ نِدَاءَهَا؟! أُمَّـاهُ .. هذا الصَّوْتُ كَـمْ أَشْــجَانِي! نَفْسِـي فِدَاؤكِ يَاحَبِيْبَــةُ مَـرْحَـباً يا فَـرْحَـةَ الدُّنُـيَـا ونَبـْضَ كَـيـَـانِي أنْتِ الوَنِيْسَـةُ والًـذِي رَفَـعَ السَّـمَا مِــنْ دُونِ أعْـــمِـــدِةٍ ولا أرْكَـــــانِ ذِكْراكِ تُسْـعِدُنِي وتُؤْنِـسُ وِحْــدَتِي تَنْسَـــابُ فِي نَفْسِـي وفِي وِجْداني أُمُّي.. أيانَبْعَ الحَنَــانِ وفَرْحـــةَ الْـ أيَّــامِ كُنْـــتِ عَطِيَّــــةَ الرَّحْـمَـــانِ سِـــيْرَتْكِ لِلْأجْيَــال تَبْقَــى قِـصَّــةً تُرْوَى مَـوَاقْـفُـهَـــا مَدَى الأزْمَانِ لازِلْتُ أذْكُــرُ نُصْحَهَا!! إلْزَمْ حَدِيـْ ــثَ المصطـفى وعليـك بالقرآن ولِسَــانُـهَــا رَطْــبْ بٌِذِكْــرِ الله إذْ تَـدْعُــوهُ في سِـــرٍّ ٍ وفِي إعْــــلانِ لمْ يُثْنِها عَنْ صَوْمِهَـــا وصَلاتِــهَا مــرَضٌ!! وتِلْكَ مَكَــارمُ الرّحْمانِ مَهْمَا كَبُرْتُ فَإنَّنـِي في عَـيْـنِـهَــا طِفْــلٌ !! وَتَـحْفَظُهُ يَـدُ الرّحْـمَانِ فَإذَا فَرِحْتْ حَمَلْتُ كُلَّ مَشّاعِرِي أجْـري إليْــهَا حَــامِلاً أشْـــجَـانِي وإذا حَـزِنْـتُ قَصَـدْتُـها مُتَألــِّمـاً فَتَــزُولُ آلامِــي مَــعَ أحْـــزانِي واليَـــومَ .. يَا أُمَـــاهُ أُدْرِكُ أنّـنِـي لازُلـــتُ طِـفْــلاً تَائِـهــاً!! وَأُعَـانِي لازُلتُ أطُمــعُ في نصَـائحِــكِ الّتي صَقَلَـتْ قُوَايَ! ورَسَّــخَتْ إيْمَـانِي ماعُدْتُ أشْعُـر بِالْحََـيَـاةِ وطَعْمِهَا حُــزْنٌ وسَـعْـدٌ في الْحَشَــا سِـيّانِ وَالْكُــلُّ مِثْلِي قَـدْ تَعاظٌَـمَ حُزْنُهُـمْ في الحَـيِّ مِنْ أهْلٍ ومِنْ جِــيرانِ تَبْكِيْــكِ أَرْمَلَــةْ ضَمَدْتِ جِـرَاحَهَـا فَطَوَيْــتِ حَاجَـتَـهَا بِلا نُـقْـصَـــانِ يَبْكِيكِ أيْتَــامٌ مَسَــحْتِ دُمُوعَهُمْ أَيــَّـامُـهُـــمْ سَــعْـدٌ بِــلا أَحْــــزَانِ تَبْكِيكِ فِي غَسَـقِ الدُّجَى سُجَّادَةٌ هِيَ خَيْرُ شَـاهِدَةٍ عَلَى الإِحْسَــانِ يَبْكِيـكِ عِطْــرِ الفُــلِّ يا اُمَّـــاهُ فُي وَقًتِ الصّلاةِ يَـفُوحُ فِي الأرْكَــانِ يَبْكِيــكِ مِذْيَـــاعٌ يَبِيْـــتَ مُـرَتِّــلاً يَتْلُــو أحَـــادِيْـثـــاً مَـعَ القُـــرْآنِ مَاذَا أُعَـــدِّدُ والْمَـواقِفُ جَـمَّـــةٌ قَـصُـرَ الْكَلامُ وجَــفّ نَهْـرُ بَيَـانِي لَوْ كَانَتِ الأعْمَارُ (فِيْنَــا) تُفتَدَى لَوَهَبْـتُهَـا عُمْــرِي بِـلَا نُقْـصَــانِ لَـكِـنَّهَـــا آجَــالُنٌَــا مَكْــتْـوبَـــــةٌ مُنْــذِ الخَلِيْقَةِ فِي يَدِ الرَّحْمَــان اللهُ يَرْحَمُهَــا ويُـجْـزِلُ أجْــرَهَــا بِـوَفَـــادَةٍ فِي جَـنَّــةِ الـرِّضْـــوَانِ يَـارَبّ واجْمَعْـني بِـهَـا فِي جَـنَّــةٍ فِي ظِلِّ عَفْـوِكَ والْقُطُوفُ دَوَانِي عبدالله بن عيسى الشاجري مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة بيش (سابِقاً)
مشاركة :