‏تأملات وجدانية

  • 10/28/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حياتنا محطات ومراحل نقف أحياناً عاجزين، أو متأملين، أو متفائلين. في كل مرحلة نعيشها نتذوق حلاوتها ومرارتها. هذه المحطات يحتاجها الفرد منا كثيراً وأسميتها محطات؛ لأننا نحتاج فعلاً إلى التوقف قليلاً والتريث، لأنها مليئة بالعبر والدروس، ومن خلالها نكتشف مغزى الحياة وقوانينها الدقيقة، التي تجعل الفرد ينضج ويعي وينمو بهدوء تام، هناك من يستفيد من هذا التوقف والذي أطلق عليه غير هذا المسمى، «هو التأمل» تأمل تأثير الخارج في الفرد وأقصد المواقف، أو الأشخاص، أو الصدمات وأيام الفرح أيضاً، وتأثير الفرد نفسه على هذه المحطات، تأملها ماذا صنعت؟ وماذا أضافت؟ وماذا تعلم منها؟ عندما يجيد الفرد النظر بتمعن ورؤية سليمة ومتوازنة، سيكون هو المعلم والمربي، الذي يساعد نفسه في فهم قوانين الحياة، التي قدر ما يقدم ويعطي من محبة ووفاء وعطاء وعدل، سيحصل على هذا القدر نفسه من العطاء. لذا الكثير يخطئ عندما تشتد الظروف قساوة، أو تكون مؤلمة يكون رد فعله أيضاً سلبياً أو عدوانياً، أو محبطاً ومستسلماً، هذا يجعل من هذه المواقف أو الظروف تزداد توتراً وتزداد جحيماً، التوقف في هذه الفواصل التي أطلقت عليها محطات عميقة جداً، لأنها تزلزل كيان الفرد، لينصهر ويظهر أجمل ما عنده إذا رغب هو بذلك، دائماً الخيارات بأيدينا نحن كأفراد من يمتلك رد الفعل الخاص بنا. نجد من يقف ليشاهد هذه المحطات بموضوعية واستغلالية من دون حكم، فقط يتأمل حالها، ماذا أخذ؟ وماذا أعطى؟ وماذا استفاد؟ من دون الدخول أو الشعور بذنب أو بنقص أو الشعور أنه ضحية، مما يصنع في داخل الفرد القوة والنضج والاستمرار بثبات، والأهم يعيش بوعي وإدراك ماذا تريد منه الحياة، وماذا يريد هو منها. فلسفة الحياة بسيطة، لكنها شديدة التعقيد في تطبيقها، خصوصاً وقت الألم أو الأزمات، وهنا بالذات نجد الفرق بين أفراد قادرين ومنجزين يتخطون الألم بسرعة، بل يهرعون بمساعده الآخرين؛ لأن هذا أحد سنن الحياة وقوانينها مساعدة الغير، لكن قبلها مساعدة النفس في تخطي هذه الأزمة، وأفراد محبطين لا يستطيعون تجاوز تلك الأزمة. هناك من يسأل، لماذا يمر الإنسان في هذه المحطات في حياته؟ الأجوبة أيضاً عديدة ومتنوعة. هناك من يؤمن بالازدواجية لكل شيء. خير وشر، نور وظلام، حب وكره، فرح وحزن، غنى وفقر، لذا طبيعي أن يعيش الإنسان كل تلك المحطات. هناك من يؤمن أن أفكارنا واعتقاداتنا هي من تجذب وتجلب كل تلك المحطات والظروف. ليكن كل ذلك صحيح، الأهم كيف هي ردود الفعل لكل تلك المحطات في الحياة. عندما نتمعن بهدوء ندرك أنها محطات تشكل مراحل مهمة في حياة الفرد، ينتقل إجبارياً من مرحلة إلى مرحلة أخرى، هي سنة الحياة، مرحلة الشباب إلى مرحلة النضج هنا بالذات يتشكل المعنى، معنى العيش على هذه الأرض ماذا أخذت وماذا قدمت وكيف عشت وتعلمت؟ هناك المحظوظون الذين تعلموا من كل ما مروا به وعاشوا التجربة الفعلية واستفادوا منها، فلم تهزمهم الأيام أو المواقف، بل أبدعوا في كل مجالات الأرض، وهناك من انتهوا بعد موقف أو محطة واحده فقط، لذا عاشوا مراحلهم في إحباط ويأس. إذاً، هي حرية الاختيار التي يختارها الفرد برغبة منه، نهوض أو استسلام، عزيمة أو ضعف. يلعب فيها الوعي والإدراك بدرجة كبيرة، في فهم قوانين الحياة، فهي ليست عشوائية أو خاضعة لمزاجية الإنسان، تحتاج الاستيعاب والمعرفة والمثابرة والصبر وأهمها التفاؤل.

مشاركة :