ميركل.. بوصلة أخلاقية ستفتقدها أوروبا

  • 10/3/2021
  • 01:15
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

قالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية: إن أوروبا ستفقد بوصلتها الأخلاقية بعد رحيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من منصبها.وبحسب مقال لـ «ماريون فان رينتيرجم»، سيكون رحيل المستشارة البراغماتية نقطة تحول ليس فقط لألمانيا؛ ولكن أيضا للاتحاد الأوروبي.وتابعت الكاتبة بقولها: إن ميركل كانت تجسد أكثر من ألمانيا، لقد كانت تجسد أوروبا، إن صعودها وطول عمرها السياسي لا يزالان لغزا.وتساءلت: كيف يمكن لهذه المرأة غير المبالية بشكل غريب بزخارف السلطة، أن تستولي على حزب أقامه رجال محافظون لمدة نصف قرن، ثم يتم انتخابها 4 مرات متتالية لقيادة إحدى القوى العظمى في العالم؟ كيف أصبحت نموذجا يحتذى به لدرجة أن تلميذا سألها ذات مرة بكل براءة «هل يمكن لصبي أيضا أن يصبح مستشارا؟».ومضت تقول: تتقاعد ميركل من منصب المستشارة الألمانية بعد أن أمضت أكثر من نصف حياتها في ظل ديكتاتورية الكتلة السوفييتية، عندما كانت دولة منفصلة عن نصفها الغربي ومستبعدة من العالم الحر، كيف لا تكون مختلفة جذريا؟ لقد عاشت بالفعل حياتين: قبل سقوط جدار برلين وبعده.وأردفت: أكثر الانتقادات الشائعة لميركل هو أنها «لم تفعل شيئا»، وأنها لا تترك أثرا في التاريخ على عكس أسلافها.وتابعت: دمج كونراد أديناور ألمانيا الغربية في المجتمع الدولي وساعد في إرساء أسس الاتحاد الأوروبي اليوم، أعاد هيلموت كول توحيد ألمانيا وأدرج المارك الألماني في العملة الأوروبية الموحدة، أجرى غيرهارد شرودر إصلاحات وحشية وغير شعبية لقانون العمل لجعل ألمانيا قادرة على المنافسة، إذا ما الذي فعلته ميركل للأجيال القادمة؟وأضافت: ليس لدى ميركل إصلاحات كبيرة في رصيدها، لكن سجلها السياسي إلى جانب حياتها له وجهان، وتمكن قراءته في كلا الاتجاهين.واستطردت: دخلت عالم السياسة لمجرد نزوة بعد سقوط جدار برلين، وفي سن الخامسة والثلاثين وجدت نفسها، من خلال غرابة التاريخ، في المكان المناسب في الوقت المناسب، لقد عرفت ما يجب أن تفعله.ومضت تقول: وصلت ميركل إلى السلطة عندما كانت هجمات 11 سبتمبر لا تزال تلقي بظلالها على الغرب، تبعت ذلك سلسلة متواصلة من الأزمات الأوروبية والعالمية، من المؤكد أن الإصلاح الطموح لم يكن في حمضها النووي، ولحسن الحظ لم يكن هو الأولوية التي طالبت بها، لقد أظهرت ميركل أنها كانت مديرة أكثر منها صاحبة رؤية.ولفتت إلى أن الانتقاد الثاني لها كان أنها كانت ألمانية أكثر منها أوروبية، وأنها قائدة أنانية لصالح بلادها.وتابعت: لكن هل كان من الأنانية إنقاذ شرف أوروبا من خلال الوصول إلى أكثر من مليون لاجئ، تظاهر القادة الآخرون، ولا سيما الفرنسيون، بعدم رؤيتهم؟ونوهت بأن أبرز الانتقادات لها في السياق نفسه، أنها كانت تفتقر إلى الجرأة اللازمة لدفع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام، من خلال عدم الاستجابة بشكل حاسم للأزمة المالية لعام 2008.وأردفت: لكن مَنْ الذي جعل ألمانيا توافق أخيرا على دعم خطة انتعاش ضخمة لأوروبا بعد كورونا؟ كانت ميركل هي التي قادت ألمانيا في النهاية إلى ثورتها الأوروبية.وتابعت: أخطاء ميركل وإخفاقاتها وعدم مرونتها تكلف أوروبا ثمنا باهظا في بعض الأحيان، مع ذلك فرحيلها نقطة تحول.وأضافت: سنفتقد ميركل عقب رحيلها، لأن عيوبها وخصائصها، في رأيي، كلاهما استرشد ببوصلة أخلاقية، دفعتها الأخلاق إلى إنهاء مسيرة «كول»، معلمها السابق في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في عام 1999، بعد أن ترك الحزب تلوثه الفضيحة، موقفها الأخلاقي من عقود من الفساد والتهرب الضريبي في اليونان جعلتها شديدة الصرامة خلال أزمة اليورو، الأخلاق هي التي جعلتها تطلب من بلدها استقبال مليون لاجئ.

مشاركة :