اليوم : الجمعة الزمن : الساعه ٦ المساء المكان : غرفة ٨ بوحده العنايه المركزة صوت أجهزة الضغط والقلب والمؤشرات الحيويه يقطع الصمت الموحش حول جسد أمي الطاهر الذي ليس به مؤشرات للحياة سوى نبضات ضعيفه أخبرنا الطبيب أن استجابتها للعلاج ضعيفة والأمل برب العالمين . غادرنا المكان بدون أن نسمع صوتها الحنون بدعواتها لنا بالسلامة وبحفظ الرحمن . غادرنا المكان بدون أن نغلق الأنوار كما كانت تطلب منا دائما عند خروجنا من غرفتها مساء كي تنام بدون أن تزعجها الأنوار. غادرنا المكان وجميعنا نشعر أن وقت الفراق قريب ولكن لانعلم متى تعلن الأقدار عنه . اليوم : السبت الزمن : الساعة ١١ صباحا المكان : قروب الواتس للعائلة رساله واتس من أخي ( انتظركم في بيت الوالدة ) أخ قلبي .. أوجعتني الرسالة بادرت بالاتصال (هلا أبو طلال أمي فيها شي ). صمت ثواني كأنه سنين بعدها الجواب ( الحمدلله هي بخير تعالي لبيتها) أسرعت لبيت احتضننا بود من حياة والدي. لبيت تعلمنا فيه الخير وحبه . لبيت أمي طوال ثلاثين سنة من وفاة والدي كانت هي السند بعد الله والباب الموصد ضد أي انكسار لنا بالحياة . وصلت و دخلت حكت عيونهم ودموعهم قبل شفاههم الخبر . أخر يا أمي أين أنت ِ ؟ . لماذا رحلتي وتركتينا بدون وداع وانت ِ من كنتي تخافين علينا وأبنائنا من نسمه الهوى . آه يا أمي حتى في مرضك اخترتي أن ترقدي بغيبوبه كي لا نسمع صوت أنينك وتعبك فنتعب معك . رحلتي بهدوء مثل طباعك تعشقين السلام و تكرهين الضوضاء والاصوات المرتفعة . أكتب عنك الآن وأنا اتمنى أن يكون رحيلك كابوس مزعج استيقظ منه وانفث على يساري ثلاث مرات وينجلي . يارب إن أمي أم ٌ عظيمة ربتنا على حب الخير تحب الخير ونحسبها عندك من أهله . فاللهم اجبر كسرنا فيها . اللهم أبدلها بدار خير من دارها وأهل خير من أهلها . واجمعنا معها ومع أبي بفردوسك الأعلى يارحيم. أكتوبر 10th, 2021 12
مشاركة :