أعلن وزير الأمن الداخلي السابق، أمير أوحانا، المقرب من رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، أن حزب الليكود لم يرفع يديه وما زال مؤمناً بقدرته على إسقاط حكومة نفتالي بنيت في غضون بضعة شهور. وقال أوحانا إنه «منذ تشكيل هذه الحكومة كان واضحاً أن تاريخها سينفد في القريب، إذ إن رئيسها يقود حزباً من ستة نواب فقط وكان يطمح لأن يصبح ذا شعبية تجعله صالحاً لجرف مئات ألوف الأصوات في الانتخابات القادمة. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه في أحسن الأحوال سيحافظ على قوته، فهو رئيس حكومة فاشل، والجمهور يلاحظ أنه لا يجيد سوى إطلاق التصريحات الفارغة». وكان الليكود قد بنى خطة لإسقاط حكومة بنيت من خلال سحب حزب «كحول لفان»، بقيادة وزير الأمن، بيني غانتس، من الائتلاف الحكومي. وعرض على غانتس أن يكون رئيساً لحكومة بمشاركة الليكود ووافق على أن يبقى نتنياهو رئيس حكومة بديلاً تحته. ولم ينف غانتس في حينه هذا العرض ولم يرفضه بشكل قاطع، بل استخدمه للضغط على نفتالي بنيت حتى يعزز مكانة حزبه في الحكومة، إلا أن غانتس خفض من هذه التوقعات، وقال في الأسبوع الماضي إن الليكود يعيش في أوهام، وأكد أنه لا يثق بأي اتفاق مع نتنياهو. بالمقابل، أشارت استطلاعات الرأي أن الليكود برئاسة نتنياهو سيزيد من قوته في أي انتخابات قادمة، ولكن هذا لن يجعله قادراً على تشكيل حكومة، فالأصوات التي يحصل عليها ستأتيه من أحزاب اليمين المتحالفة معه. ولذلك فإن هذه الأحزاب لن تتحمس لتبكير موعد الانتخابات. ولم يعد أمامه سوى العمل على تفكيك الائتلاف القائم وتشكيل حكومة ضمن التركيبة الحالية للأحزاب. وحسب النائب أوحانا فإن الليكود يدرس حالياً وضع خطة بديلة لتفكيك حكومة بنيت. ويقول مقربون من الليكود إن الخطة تبني على انسحاب نواب من اليمين وبشكل خاص تفكيك حزب «يمينا» الذي يقوده بنيت. ويجري التركيز على وزيرة الداخلية، إيليت شاكيد، التي تدخل في صدامات مع زملائها في الائتلاف وبشكل خاص مع القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية)، حول عدد كبير من القضايا. ويتوقعون في الليكود أن تزداد هذه الخلافات في الشهور القادمة، بعد إقرار الموازنة العامة، وتؤدي إلى انسحاب شاكيد وسقوط الحكومة، وعندها كل شيء سيكون مفتوحاً. من جهة أخرى، يرد مقربون من بنيت بالقول إنه في حال حصول تغييرات في الخريطة الحزبية فإن الاحتمال الأكبر هو أن ينضم أحد أحزاب المعارضة إلى الائتلاف وليس العكس. وتبنى حكومة بنيت على ائتلاف من 61 نائباً (من مجموع 120 نائباً في البرلمان). وهناك نائب متمرد من حزب «يمينا» يهدد بفشل الائتلاف باستمرار، ولكن هناك أيضاً 6 نواب من «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية برئاسة أيمن عودة، الذين يشكلون جسماً مانعاً لعودة الليكود إلى الحكم. وهم ليسوا شركاء في الائتلاف، بل إنهم يهاجمون الحركة الإسلامية على انضمامها للائتلاف. ومع ذلك فهم يعتبرون أي حكومة برئاسة نتنياهو والليكود أسوأ من أي حكومة أخرى.
مشاركة :