ليس أجمل من أن تصل إلى نهائي القارة سوى أن يكون ذلك عبر بوابة غريمك التقليدي، وليس أقسى من أن يتم إقصاؤك قبل النهائي بخطوة سوى أن يكون ذلك على يده!. هذا هو ملخص موقعة الثلاثاء التي شاء الله سبحانه أن تجمع الهلال والنصر في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن استطاع الهلال أن يلحق بيروسبوليس الإيراني بجاره الاستقلال، واستطاع النصر أن يحبط مفاجأة الوحدة الإماراتي منذ الدقائق الأولى؛ ليجد الفريقان أنفسهما في مواجهة ربما كانت الديربي الأهم والأثمن والأغلى في تاريخهما!. الهلال ظهر أمام خصمه الإيراني بأجمل حلة، وسيطر على جل دقائق اللقاء، وسطر لوحة ولا أجمل في ملعب الملز الذي امتلأت مدرجاته بزرقة أذهلت البرتغالي جارديم فخرج بعد المباراة متغزلًا بجمال جمهور الزعيم الذي خرج بدوره من الملعب متغزلًا بهلال جارديم الممتع، أما النصر فلم يجد أي صعوبة في تجاوز خصمه الذي حوله مدربه الهولندي (كات) إلى قطٍ وديع، وأصاب أصحاب السعادة بالتعاسة، وجعل (مترو العاصمة) وسيلة توصيل مريحة وسريعة لخصومه!. وبالرغم من الفوز الكبير؛ إلا أن لقاء النصر بالوحدة الإماراتي لم يكشف الوجه الحقيقي لـ(نصر بيدرو إيمانويل) الذي لم يختبر بشكلٍ كافٍ نظرًا لهشاشة دفاعات خصمه، بعكس الهلال الذي واجه بيروسبوليس القوي واستطاع أن يقلم مخالبه التي كان يفترس بها خصومه في النسخة الماضية التي حل بها وصيفًا بعد تجاوز النصر في نصف النهائي!. هذه المعادلة سلاح ذو حدين، فالنصر لم يختبر نفسه كثيرًا أمام الوحدة الإماراتي، والفوز الكبير قد يخفي عن جمهوره وإعلامه وربما جهازه الفني بعض المشكلات الفنية التي قد تحرجه أمام جاره الهلال كبير آسيا والأقوى من الوحدة بمراحل، لكنه بالمقابل لم يبذل جهدًا لياقيًا مثلما فعل الهلال أمام خصمه الإيراني الذي خسر بثلاثية نظيفة لكنه لم يكن خصمًا سهلًا، واستطاع أن يستنزف طاقة ولياقة لاعبي الزعيم، وهذه النقطة قد تلعب دورًا مؤثرًا في نصف النهائي الذي يعقب ربع النهائي بـ72 ساعة فقط!. المواجهة سعودية سعودية، لكنها أيضًا ستكون برتغالية برتغالية، والضغط سيكون كبيرًا على جارديم الذي لم ينل حتى الآن كامل رضا الهلاليين، وسيبحث بالتأكيد عن الدخول إلى قلوبهم من أوسع الأبواب حين يتمكن من تأهيل فريقهم إلى نهائي الثامنة على حساب الغريم الجغرافي في أول مواجهة تجمع الفريقين آسيويًا طوال تاريخهما، وقد يكون الضغط بدرجة أقل على مواطنه بيدرو الذي لن تهدد الخسارة منصبه مهما كان ألمها ووجعها على اعتبار أنه لم يتسلم قيادة الفريق إلا منذ أيام، ولا يمكن أن يكون تأثير الخسارة على مستقبله مع الفريق مثل تأثيرها على جارديم!. الوصول إلى نهائي الرابعة على حساب النصر سيكون هو الوصول الأجمل في ذاكرة عشاق كبير آسيا، والوصول إلى نهائي الأولى سيكون الوصول الذي يروي ظمأ سنوات من حرمان عشاق النصر الذين يأملون بأن يحقق فريقهم أول بطولة دوري أبطال آسيوية في تاريخ الفريق بعد أن استطاع جارهم أن يحققها للمرة الثالثة في 24 نوفمبر 2019، وبعد أن حققها لأول مرة في 22 ديسمبر 1991 أي قبل 30 سنة تقريبًا!.
مشاركة :