في رسالة لرئيس الحكومة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدببية، أعرب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، حسين القطراني، عن اعتراضه على قرار تشكيل فريق حكومي لزيارة مدينة بنغازي. وأوضح القطراني أنه يختص مباشرة بالإجراءات المتعلقة بملف توحيد المؤسسات ومتابعة كل تفاصيله . فيما أكد الدبيبة، في رسالة لأهل برقة، أن الصراع في ليبيا ليس عشائريا وإنما سياسي وأنه لن يقبل بتقسيم البلاد، مشددا على أن برقة هي جزءا لا يتجزأ من الوطن. ويبدو أن الخلافات والانقسامات تتصاعد داخل أروقة حكومة الوحدة، ونفى القطراني انقطاع الفريق الحكومي المنشق عن حكومة الوحدة، مشيرا إلى استمرار كافة المسئولين في مباشرة مهامهم بديوان بنغازي. وأوضح القطراني أن مجموعته تطالب بتطبيق حقوق إقليمهم وتفعيل صلاحيتهم كمسئولين، نافيا ما جاء في نص القرار حول سعيه مجموعته إلى تأجيج الموقف. الأزمة السياسية الأخيرة والتي جاءت في أعقاب مؤتمر دعم واستقرار ليبيا تطرح تساؤلات حول مدى قدرة ذلك الفريق الحكومي على الاستمرار في قيادة المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد عبر بوابة الاستحقاقات الانتخابية . وفي هذا الإطار، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة بنغازي، الدكتور حسين الشارف، إنه رغم تصريحات الدبيبة عن إقليم برقة، إلا أن هناك ملف لا يستطيع رئيس الحكومة فتحه أو التطرق إليه هو ملف المؤسسة العسكرية والتي يحتفظ بحقيبها، وزير الدفاع، في تلك الحكومة. وأضاف الشارف، خلال لقاء على شاشة الغد، أن هناك عدد كبير من العسكريين والضباط لم يتقاضوا رواتبهم، وتلك أولى الإشكاليات، حيث يوجد خلاف حقيقي بين حكومة مفترض أن تكون حكومة وحدة وطنية وبين المؤسسة العسكرية، كما أن هناك اتهامات لقيادات عسكرية في برقة خاصة اتهامات لقائد الجيش الليبي. وتابع أن الخلاف بين القطراني والدبيبة هو خلاف صلاحيات، حيث أعلن القطراني أن الدبيبة لم يتشاور معه في كل القرارات التي اتخذها في أي عمل يخص الحكومة واشتكى من التهميش. وأكد أن المشكلة بين الدبيبة والقطراني لا تنذر بخير. فيما قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الرئاسي الليبي السابق، محمد السلاك، إن ليبيا عانت من المركزية على مدار عقود، وبعض هذه الممارسات التي تشهدها البلاد حاليا هي نتاج لتلك المركزية، وهي التي يعتبرها البعض إقصاء وتهميش إلا أنها مركزية وبيروقراطية.
مشاركة :