إن الأبناء عندما يبلغون سن الثانية عشرة من أعمارهم يتقلدون بمن هم أكبر من آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأصدقائهم في جميع الأعمال التي يؤدونها سواء كانت هذه الأعمال إيجابية أو سلبية يريدون أن يسابقوا أعمارهم ليصلوا إلى العقد الثاني من حياتهم وهم ممتلئون بالإيجابيات أو السلبيات من العادات التي مروا بها خلال هذه المرحلة، وهذا كله سوف ينعكس على بقية حياتهم ولن يستطيعوا أن يغيِّروا منها إلا ما شاء الله لهم بالعزيمة والإصرار والقوة، فهنا يتضح لنا دور الأسرة في هذا الأمر الهام ونعي تمامًا أهمية أن العقد الأول من حياة أبنائنا وما سوف نربيهم عليه يكون له التأثير الكبير على بقية حياتهم في إيجابياتها وسلبياتها ومسيرتهم. ولا زالت مع كل الأسف الكثير من الأسر تجهل أو تتجاهل دورها في حياة أبنائها وتركن هذا الدور للمدرسة والشارع وتكتفي بما ينتج عن ذلك بحجة أن هذا هو نصيبهم في الدنيا وأن الله هو الهادي لهم ولا يمكن أن يغيروا واقع أبنائهم وتقع عليهم باللوم إذا ما انحرفوا عن الطريق الصواب دون أن يساورهم الشك بأنهم لهم القدر الكبير في مسؤولية ما وصلوا اليه الآن. ما أكثر الصور الحية التي تمثل في واقع أجيال مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام والظواهر السلبية التي تحيط بأبنائنا ونحن نلوم الزمن فقط وتقلبه السريع ولا نعترف بتفريطنا في تربيتهم وتنشئتهم بل ونقول وننادي بأننا أفضل منهم دائمًا، وهذا صحيح لأن والدينا اهتموا بنا فوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، الذين زرعوا أسس الدين والأخلاق الحميدة والتربية الفاضلة والتعليم رغم قلة الفرص والإمكانات والمجالات الموجودة سابقًا. تكوين الشخصية للأبناء وما تحمله من إيجابيات أو سلبيات تبدأ منا ويجب أن نقر بذلك دائمًا فنكون القدوة الحسنة لهم وأن ما سوف يحدث في شخصياتهم وسلوكهم في المستقبل بعد أمر الله سوف يكون حصادًا لغرس آبائهم وأمهاتهم فيهم، فكونوا لأبنائكم الشخص الكبير الموجه، تستطيعون جعلهم رجالًا ونساء يعتمد عليهم فلا تغفلوا عنهم من صغرهم حتى كبرهم ولا تقولوا لهم أن يفعلوا ما يرغبون لأنهم لن يستطيعوا أن يتخذوا قرارًا صائبًا ولا حياة أسرية مستقرة بدون نصيحة ومشورة من شخص مخلص وأكبر منهم سنًا وتجربة ولن يجدوا أفضل منكم لهم. #الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح twitter:@Dr_AhmedKhalil ahkhalil25@hotmail.com
مشاركة :