جئت إلى مدينة الأقصر، جنوب القاهرة، للتعرف على الحضارة المصرية العريقة من خلال المعابد والمعالم الأثرية الفريدة، هكذا قالت السائحة الروسية إلينا ارتيم لوكالة أنباء (شينخوا). ووصفت السائحة الروسية، آثار الأقصر بأنها "متنوعة"، حيث تعكس نشأة الحضارة المصرية القديمة وتطورها، قبل أن تضيف "أنا منبهرة جدا بهذه الآثار". وأشارت إلى أنها استمتعت أيضا بالطبيعة الخلابة والجو المشمس الدافئ الذي تتمتع به الأقصر، ونوهت بأنها سوف تختتم رحلتها بزيارة مدينة أسوان مستقلة عبارة نيلية. وتشهد السياحة الثقافية في مصر لاسيما في محافظات الصعيد جنوب العاصمة القاهرة رواجا كبيرا خاصة مع بدء الموسم السياحي الشتوي في هذه المحافظات الدافئة، واتخاذ مصر إجراءات احترازية مطمئنة للسياح ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19). وقال محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، إن الموسم السياحي الشتوي بدأ مبكرا بوصول طائرات تقل بعض الأفواج السياحية من دول أوروبية مثل إسبانيا وفرنسا ورومانيا إلى الأقصر، فضلا عن تدفق السياح من السوق الأمريكية بشكل كبير، وبعض أسواق دول شرق أوروبا. وأضاف عثمان لـ (شينخوا)، أن نسبة الإشغال في الموسم الشتوي الحالي بالأقصر تتراوح بين 70 إلى 80% مقارنة بـ 10% فقط خلال الموسم الماضي. وأرجع هذا الرواج السياحي إلى وجود "تدفق رائع لسياحة (اليوم الواحد) القادمة من منتجعات البحر الأحمر، حيث يزور السائح الأجنبي الأقصر بعد استمتاعه بشواطئ البحر الأحمر، خاصة بعد قرار وزيري السياحة والطيران بتنظيم رحلتين من مطار شرم الشيخ ومثلهما من مطار الغردقة إلى مطار الأقصر أسبوعيا، وهو ما ساهم بشكل كبير فى دمج السياحة الترفيهية بالسياحة الثقافية". وتابع أن حديث وسائل الإعلام عن قرب افتتاح طريق المواكب الكبرى المعروف باسم "طريق الكباش"، وأعمال الترميم التي حدثت فى معبد الكرنك، جذب الأنظار للأقصر وساهم فى نجاح الموسم السياحى الشتوى. ولفت إلى أن الطيران العارض الإسبانى كان من المفترض أن يتوقف في 7 نوفمبر الحالي لكن نتيجة الطلب على زيارة الأقصر تم مده حتى نهاية يناير المقبل. وأردف أن المراكب النيلية كانت تعانى من التكدس أمام المناطق الأثرية في الأقصر لذلك تم إنشاء واحد من أهم المراسي النيلية فى أفريقيا وبه مكان مخصص لذوى الاحتياجات الخاصه وسلالم متحركة لكبار السن، مشيرا إلى أن عدد المراكب وصل حاليا إلى 54 مركبا تعمل فى النيل، مقارنة بـ 4 فقط خلال العام الماضي. الأمر نفسه بالنسبة لأسوان، حيث قال الدكتور عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة إن العديد من المواقع الأثرية والسياحية في أسوان مثل معابد فيلة وأبوسمبل وكوم أمبو وإدفو والمسلة الناقصة والسد العالى والبيوت النوبية والمزارات السياحية الأخرى تشهد إقبالا على زيارتها. وأوضح سعيد لـ (شينخوا)، أن هذا الإقبال الكبير لم يحدث منذ ظهور فيروس كورونا، ونوه بتنوع الأفواج السياحية الوافدة من أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ودول آسيا. أما عبدالحكيم الصغير مدير معبد دندرة بمحافظة قنا، فقال إن هناك قفزة كبيرة في عدد الأفواج السياحية الوافدة لزيارة المعبد مقارنة بالموسم الماضي. وأكد الصغير لـ (شينخوا)، أن المعبد يشهد منذ الأسبوع الماضي تسيير 4 حافلات سياحية يوميا نقلت خلال تلك الفترة حوالي 1750 سائحا. وأرجع هذا الأمر إلى رحلات "اليوم الواحد" القادمة من مدن البحر الأحمر، لزيارة معبد دندرة في قنا ومعابد الأقصر وأسوان، مما ساهم فى انتعاش السوق السياحية من جديد خاصة فى منطقة دندرة التى عانت من ركود سياحى كبير خلال السنوات الماضية. من جهته، أكد ثروت عجمى رئيس غرفة شركات وكلاء السفر والسياحة بمحافظة الأقصر أن السياحة الثقافية في محافظات جنوب مصر بدأت تتنفس الصعداء مع بداية الموسم الشتوى هذا العام لتعود إليها الحياة من جديد. وأشار عجمى إلى الدور المهم الذى تقوم به وزارة السياحة والآثار المصرية لتسويق مصر سياحيا والترويج لها في الخارج، فضلا عن ربط المقاصد الشاطئية في الغردقة وشرم الشيخ بمقاصد السياحة الثقافية ما ساهم في انتعاش الحركة الثقافية هذا العام. ونوه بأن الوزارة استضافت مدونين من عدة دول، ممن يتابعهم ملايين الأشخاص حول العالم، والذين نقلوا انطباعاتهم الإيجابية عن مصر خاصة السياحة الثقافية عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، في إطار الترويج للآثار المصرية. وتعد السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر، وتمثل حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي. وحققت مصر، في العام 2019 رقما قياسيا في عائدات السياحة بلغ 13 مليار دولار، قبل أن تتراجع في العام 2020 بسبب جائحة كورونا.■
مشاركة :