(بوابة) أقرأ رواية(دان براون)الأخيرة..فألج عالماً مفعماً من الفنون بين المدن الإيطالية العريقة..روما والبندقية وفلورنسا..لوحات فناني عصر النهضة العظام..رموز وأيقونات ومجسمات..شعر وغناء.. صوت الأنهار ينساب جليلاً مع صوت(الكمنجات)في المقاهي الدافئة..معارض ألوان وتشاكيل وأوبرا لموسيقى تبث الحنين.. (بوابة أخرى..في الجانب المعاكس!) وأنا في غمرة ذلك العالم الثقافي الفني(بجد) يطالعني خبر في إحدى صحفنا المحلية كالتالي:"رئيس نادي جدة الأدبي..د.عبدالله السلمي يقول بأن أندية(مكة وجدة والطائف)قدمت(مشروعاً ثقافياً) لإمارة منطقة مكة المكرمة،سيرى النور في مهرجان سوق عكاظ القادم..كان ذلك في الأمسية التي نظمتها اللجنة الثقافية بمحافظة الكامل بعنوان: (تنمية بناء الانسان ثقافيا)! كما أن ثمة لحظة تسبق لحظة نادي جدة وأمسية (الكامل)،تنبثق من الزوايا المجاورة تماما..(جمعية الثقافة والفنون) تفصح عن أمسية مسرحية لفرقة تسمي نفسها(ستاند آب أكاديمي)،يضطلع بمشهدها ممثل،يظهر للجماهير ساخراً من(الحريم والعجائز)معا! بالتأكيد..فقد أصابني من لحظتي(النوادي الأدبية الثلاثة)،وجمعية فنون جدة شعور من الأسى..حد الإحباط من(ثقافة) بلادي،الساكنة في تلكما اللحظتين(العبثيتين)..حقاً..! ولم أجد سوى هذا النثار أواجه به ذلك الأسى..كالتالي: (١) بداية فإن الأندية الأدبية الثلاثة(مكة وجدة والطائف)تزمع أن تقدم مشروعاً ثقافياً لإمارة منطقة مكة المكرمة..ولكن أليس من الأجدر أن تكون قد قدمت(أو ستقدم)ذلك المشروع المنتظر للمجتمع في تلك المدن؟!ماذا قدمت هذه المؤسسات الثقافية لمجتمعنا،في هذه المرحلة الجديدة من تاريخها الانتخابي الجديد؟ماهي القيم المعرفية والثقافية والأدبية والفنية التي اشتغلت عليها أجندة العمل في أروقة إدارات هذه الأندية،لتقدم فعلاً ثقافياً يسجله لها التاريخ الثقافي في بلادنا الحبيبة؟! هل اقتربت هذه الأندية الأدبية من الناس..من الشباب الذين يشعلون الفضاءات حول مباني تلك الأندية صخباً فارغاً من كل قيمة وفضيلة؟! ماذا تنتظرون من النادي الذي يستضيف شاعراً،يقول إن فنه الشعري قد نهض بوحي من شعرية عبدالله جفري(رحمه الله) وانتصار العقيل وفاروق جويدة؟! هل استطاع نادي جدة-مثلا-تجاوز الأسماء المحددة(إياها..في كل مرة)،لاستقطاب ودعوة مثقفين آخرين داخل المدينة،ودعمهم لتفعيل إبداعاتهم داخل منظومة خالصة من منتج أدبي ثقافي حقيقي،يخدم ثقافة الوطن؟! فالنادي ظل رهيناً لأسماء متكررة(على الدوام) هم وحدهم الذين(يبدعون)،وهم وحدهم من له الحق في دراسة و(نقد)بعضهم البعض...على طريقة(يادارة دوري فينا..ظلّي دوري ودوري ودوري)! (٢) ..وبعد كل ذلك(الغياب المرير)لفعل ثقافي خالص،فإن الأحبة في إدارات هذه الأندية يريدون تقديم مشروع ثقافي،يخدم الفعاليات القادمة لسوق عكاظ التاريخي..؟الذي يقدم خلال أسبوعين فقط فعاليات ثقافية تتجاوز-بمراحل-ماتقدمه هذه النوادي في عام كامل!وكأن لسان الحال يقول(بالطبع)"جيتك ياعبدالمعين تعين..لقيتك ياصاحبي تنعان"..!! يمكن أن يكون الأمر طبيعياً لو أن القائمين على المشهد الثقافي في(سوق عكاظ)،هم الذين يقدمون ذلك المشروع الثقافي لتلك الأندية،لتبث فيها(شيئا) من الحيوية الثقافية(المقنعة..إلى حد ما)،والتي نراها في ذلك(السوق)! (٣) وليس ببعيد عن ذلك المشهد الثقافئ المهترئ،تلك اللحظة التي رأينا فيها ذلك(الممثل العجيب)على مسرح جمعية الثقافة والفنون بجدة،يقدم ذلك المشهد(السامج)البعيد عن أطياف المسرح الفني الخالص-أو على الأقل..الأكثر أدباً واحتراماً-في سخريته التي لامعنى لها على الاطلاق من نسائنا وعجائزنا،وفي محاولته البائسة للتهريج على حساب نماذج مقدسة في الذهنية الكلية لكل مسلم،وهو يقحم(الكعبة المشرفة)باستهزاء بين،في ذلك العرض،الذي يقدم على مسرح(رسمي) في إحدى المؤسسات الثقافية لبلادنا..!! (٤) ..ككل مرة..فإن فاقد الشيء لايمكن أن يعطيه.. لايمكن أن يعطيه..! faisal.s.g@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain