يا أبناء يعرب والإسلام.. “الثقافة” هي البداية! | فيصل سعد الجهني

  • 10/15/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

(١) كل عام وأمتنا العربية والإسلامية بخير ونهضة وازدهار.. كل عام وهم يرفلون في ثياب الطمأنينة والأمان والاستقرار.. كل موسم إيماني تعبدي بين منى ومزدلفة وعرفات، وهم موسم لممارسة غايات الدين العظيم في كل فصول ومواسم العام.. كل عام وأنتم بخير. (٢) لعل هذه الأيام المباركة تكون فرصة سانحة لأبناء يعرب المسلمين، لكي يراجعوا حساباتهم، ويرتبوا أوراقهم (المتوترة) من جديد، ولعلها فرصة لكاتب مثلي أن يستغل هذه اللحظة الجمعية الجليلة، لصياغة أمنيات ملحة، ما كان لها أن تنكفئ داخل النفوس المنتظرة! (٣) أمنية الأمنيات لبني قومي (العرب والمسلمين) أن يعرفوا أن «في البدء.. كانت الثقافة»، والتي هي الجسر (الممكن) للعبور الى النهضة الخالصة والتغيير المنتج.. الثقافة...! الثقافة التي تفضي إليها مناهج التعليم والتربية في المؤسسات التعليمية، وألوان الفكر والفنون، التي تضطلع بها المؤسسات الأدبية الفنية، ومنهجيات العلم التي تستند إليها كل التجارب العلمية الناجحة والمؤثرة عبر التاريخ كله! من الثقافة نبدأ أي مشروع للنهضة أو للإصلاح السياسي، ومنها تكون لكل ممارساتنا المشروعة في التغيير والخروج على تأزمات الحاضر، شرعية ومرجعية وأرض صلبة، نستطيع أن نبني فوقها أحلامنا ورغباتنا في الحرية والعدل والمساواة. (4) كان خطؤنا الفادح في سنوات القلق الأخيرة، إننا أردنا أن نبدأ من (الأخير) و(الجاهز)، كي نعالج بهما مشكلات مئات السنوات من تاريخ أمتنا العربية الاسلامية، فكانت النتيجة أن صعد للمشهد المهيمن في فضاءاتنا، خليط عجيب من الأئمة والقادة، لم تنتجهم الذهنيات (المثقفة الواعية) بقدرما صعد بهم للمشهد عواطفنا (اليعربية) المشهود لها بالتأجج والتأثير..! (5) يا أبناء يعرب.. إن أردتموها ثورة عارمة على الظلم والاستبداد فأصلحوا المدارس والجامعات في المجتمعات العربية، واحتفوا بالثقافة، وارفعوا من شأن المثقفين، واجعلوا المشهد صاخبا بالعلم والمعرفة والفن والأدب! لا يمكن أن يكتفى بسقيا أرض ميتة لتزهر..! لا يمكن أن يستقيم الظل والعود أعوج...! يجب أن يكون الانطلاق في اتجاه الجذور الراسخة في الأرض.. والوجدان..! (6) وشهادة التاريخ، جلية في إثبات تلك الأمنيات/ الحقائق، فلم يسجل لنا التاريخ حضوراً فاعلاً في مشهده الحضاري السياسي الاجتماعي إلا في القرنين الرابع والخامس الهجريين، عندما كانت بغداد منارة للعلم والثقافة، يجوس في دروبها ويستقر في مجالسها المعري أبوالعلاء والجاحظ أبوعثمان، وعندما كانت قرطبة وغرناطة مراكز للعلم والفلسفة والآداب، يجد ابنا رشد وحزم نفسيهما في قلب المشهد ومسرحه و(سلطته)، تشرئب إليهما الأعناق، ويتودد إليهما قادة السياسة والمجتمع!! (7) ولكن.. ليس أي خطاب ثقافي هو الذي أقصده وأتمناه، وإنما هو الخطاب الذي يزخر بالعلم والثقافة، ويحتفي بالحوار والتعددية وتفاعل الثقافات الانسانية المزهرة.. الخطاب -إياه- الذي كانت تعج به شوارع بغداد وقصورغرناطة وقرطبة قبل تسعة قرون من تاريخنا المديد.. وليست ثقافة الخطاب الواحد الذي تتأجج به العواطف وتعلو به الأصوات القوية (المنفردة)، ويتقدس به الأفراد، ويحتشد له الأتباع والمريدون، ويحتفى فيه بالخرافة والتقليد والأسطورة!! الخطاب الذي تعج به شوارعنا العربية في زمنها الآني..! في معظم منصاتها ومنابرها ودورها! (8) من كتاب أبي بكر الصولي (أدب الكتاب): مشف على الرأي نظار عواقبه إذا تشابه وجه الرأي واحتجبا في كفه صارم لانت مضاربه يسوسنا رغبا إن شئنا أو رهبا السيف والرمح خدام له أبدا لا يبلغان له جدا ولا لعبا .......... إنه (القلم)..! faisal.s.g@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :