في السياسة والثقافة والشعر..! | فيصل سعد الجهني

  • 8/27/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

(سياسة) ١- يخرجون من كل فوج.. يملأون الميادين والشوارع في مشهد مهيب لالتصاق الإنسان بالمكان، كما لم يمتلئ في التاريخ كله.. ثم يشارك الجيش وقوى أمن البلاد في هذا الكرنفال، إضافة إلى قادة المؤسسات الدينية في البلاد، وروّاد التعليم والثقافة، وممثلي جميع الأحزاب والحركات اليمينية واليسارية والمعتدلة. كل ذلك، وهم مُصرّون على أن ثمة انقلابًا من الجيش على النظام (المشرعن).. انقلاب (إيه) يا جماعة؟ في عز النهار وبكل تلك الأطياف السابقة؟ إن اجتماع كل ذلك الحشد البشري مع قادة مؤسسات الدولة الأمنية والدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية، من شأنه، ألا يكتفي بإزالة (شرعية) نظام سابق، بل بمحاكمته ولفظه خارج التاريخ. ٢- يقول النظام الأمريكي في (سوريا) بأننا "لسنا متأكدين من استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية"! (ماشي).. ولكن كيف تأكدوا مباشرة في (مصر) من (سلمية الجماعة)، وعنف مناوئيهم من الذين صاغوا كرنفال الجماعة الوطنية الخالصة بافتنان مبهر؟! ٣- ثمة دول تريد -بإصرار- أن تدخل (التاريخ) بما يسمّى بـ(اللقافة السياسية)، التي لا ثمن لها إلاّ مكاسب اقتصادية مريبة وباهتة.. تمامًا كالذين (يتنططون) خلف مصوّري اللقاءات التلفزيونية المباشرة، الذين سجلوا أنفسهم في تاريخ اللحظة بالتأكيد، ولكن بكثير من (اللقافة) و(القيافة)!! ٤- ما بين عشية وضحاها تحوّلت أطراف إلى حامية العروبة والإسلام، وأضحت دموعها قطرات مقدسة من أجل عذابات المظلومين.. لا عجب من الذين تصوّروا ذلك، فإني أذكر أن ذلك تكرر معهم مع (حسن نصر الله) وهم يفيقون ذات مرة من غفوة خطاباتهم الساذجة ليجدوا القائد الملهم -على الشاشة- يُهدِّد بحرق إسرائيل! إنه العقل عندما يغيب، والعاطفة عندما تتقد! (أدب وثقافة) ١- ليت مؤتمر الأدباء الذي يستهل اليوم أول برامجه يكون صاخبًا -حقًّا- بقلق الثقافة، وهمّ المعرفة، ووجع مريديهما من معوقات كثيرة، تمنع من التعاطي الخالص مع عالم الأدب، وتحجم معظم طاقات الأدباء والفنانين، لأسباب كثيرة (لعل أبرزها -على مسؤوليتي- تقاطع خطاب الأدب مع خطابات فكرية وتعليمية واجتماعية داخل المجتمع)!! هل سيلامس المؤتمر طيفًا من تلك الحاجات الملحة؟ أم يتحول المؤتمر إلى استعراض بأوراق عمل، تطرح مشاهد إبداعية ونقدية خاصة وداخل دائرة ممعنة في الضيق والتخصص؟! ٢- متى.. متى.. تتخلص ثقافتنا من مُحنّطيها؟، الذين صرت أتنبأ صادقًا بتصدّرهم جلسة، أو بإدارتهم أمسية في أية فعالية ثقافية لدينا، منذ أكثر من عقدين من الزمن؟! المثقفون يحاربون المحنّطين في بعض الإدارات والمؤسسات الحكومية (تنظيرًا)، ويؤكدون على وجودهم (تطبيقًا وواقعًا)! ٣- قضيت أيام عيدنا المبارك في جدة، أبحث عن فعالية واحدة يمكن أن تصدر من (الجمعية)، التي ينتظر منها أن تكون داعمًا لحاجة الإنسان إلى الفن والجمال والفرح (جمعية الثقافة والفنون بجدة)، ولكني لم أجد.. لم أجد، أو أن وجود الغائب يتوقف على حسب مزاج مسؤولي الجمعية المثقفة الفنية، وبرامجهم (الحياتية)! ٤- بعض أنديتنا الأدبية تستند في غاياتها ومخرجاتها على القدرة الإعلامية والتقنية، على أمل أن تكون هذه القدرة (لمبة ٢٠٠ فولت) تثير الضياء في الزوايا الضيقة، في اللحظة التي تكون غطاء يحول دون رؤية الغبار المتراكم في المساحات الواسعة (على جبال الهدا)!! (شعر) تسألني عن الشعر؟ وتسألني عن علاقة بعض أشكال الشعر الشعبي والغنائي بالشعر الخالص؟ وأقول: إن ثمة عناصرَ وثيماتٍ وسماتٍ، متى ما توفرت في النصِّ، يكون شعرًا، باختلاف تصنيفاته. فهو (شعر) ذلك الذي يقول شاعره: "شدنا في ساعديك/ واحفظ العمر لديك/ هب لنا نور الضحى/ وأعرنا مقلتيك/ واطو أحلام الثرى/ تحت أقدام السليك". وهو شعر كذلك الذي يقول صاحبه: "هاك نار القلب لا تحطب ضلوعك/ تحطب ضلوعك ونار القلب حية!" وهو شعر أيضًا الذي يقول مبدعه: "غمضت عيوني/ خوفي للناس يشوفوك مخبى بعيوني". وهو شعر بالتأكيد الذي يقول متوجعًا به: "حطني جوا في عيونك/ شوف بيها الدنيا كيف/ ودي أشوفك وأسافر/ وأترك العالم وأهاجر/ حتى تعرف لجل عينك/ قد إيه أقدر أخاطر". الشعر.. شعر.. يا صاحبي.. لو كتب بأي لغة.. بأية لهجة.. بأية وسيلة اتصال بين مبدع ومتلق! faisal.s.g@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :