«مساء للموت».. ثورة الشك تقتل الحب

  • 11/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في أجواء تراثية جسدت حياة الأجداد التي كانت تنتقل بين البر والبحر في رحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ، تخللها الغناء للبحر كما كان يشدو النواخذة، بدأ المشهد الأول لمسرحية مساء للموت للمخرج إبراهيم القحومي والمؤلفة باسمة يونس، والتي تدور حول قصة حب مريم، الفتاة البريئة، وغانم الشاب الفقير الشهم. وهناك طرف ثالث هو مبارك صديق طفولة غانم الذي يحقد عليه إذ كان يظن أن امتلاكه المال سيجعله يحصل على ما يريد..وهكذا تسول له نفسه أن يقف ويعترض طريق وحقيقة تفضيل مريم لغانم، والتي ترسل له رسالة مفادها: اشترِ ما شئت فقلبي بيد حبيبي، وتلك سعادتي، ولن أتعس نفسي وألهث وراء المال وأضحي بأغلى ما أملك. جانبان أبرز ما يجذبك في العمل الجوقة المكونة من 5 شبان، كانوا يسردون تفاصيل القصة ويطرحونها أحيانا وكأنهم يتولون دور الضمير. الإضاءة أثرت سلبيا بالعمل لأنها حجبت وجوه الممثلين على المسرح. أما صوت الموسيقى فكان يطغى على صوت الفنانين، غالبا. نهاية تراجيدية النهاية المأساوية للعرض لونت قصة الحب التي جمعت بين مريم وغانم، حينما استطاع مبارك أن يجعل الشك يتسلل إلى غانم، ويطعنه في قلبه بسكين. مبارك لم يتمكن من استماله مريم؛ تلك الفتاة الأشبه بالحمامة البيضاء، فاستغل إعطاءها لابن عمها لؤلؤة أهداها إليها زوجها غانم بعد عودته من رحلة البحر. مريم الفتاة البريئة أرادت أن تخلص بدر ابن عمها من بطش مبارك بعد اقتراضه لبعض المال منه، فاستغل مبارك الأمر ليجعل غانم يظن أن هناك قصة حب تجمع بين مريم وبدر، ليظهر بعدها غانم برفقة مريم في المشهد الأخير، وهو ممسك بها وكأنهما عروسان، ليتحول ذلك الحبيب إلى وحش ويخنق محبوبته الوحيدة مريم حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة، فيصاب غانم بالجنون أما مبارك فيشعر بالألم والمعاناة بعد موت مريم التي كان يحلم بالزواج منها. الندوة التطبيقية: العمل افتقر إلى الابتكار والمشاهد البصرية ناقشت الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض، إذ أدارها الإعلامي أنس إحسان، وشارك فيها: باسمة يونس وإبراهيم القحومي نقاط القوة والضعف في العمل بكل موضوعية. فهناك أصوات نادت بأهمية وجود عمل يحمل روح الشباب على المسرح، وهناك من وجد ضرورة إعادة الوجوه الشابة إلى الأعمال التراثية. وبعض الملاحظات ركزت على الإضاءة وعدم تركيز الإخراج على إظهار الصورة البصرية بشكل جذاب، في إشارة إلى ضرورة أهمية الابتكار. جنون لافت أكدت باسمة يونس سعادتها بالعمل، مشيرة إلى أن التحول النفسي الذي مر به النجوم وتحديداً غانم، كان من المشاهد المميزة، مؤكدة أن الحب والمشاعر الجميلة لا تختلف عبر الأزمة، كذلك الحقد والشر، فربما الأدوات تتغير، ولكن الأحاسيس تبقى كما هي.

مشاركة :