كُتّاب: سلطان داعم حقيقي للفكر المستنير

  • 11/6/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب أمس الأول، إلى عقد المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي، جاء ذلك بعد تحذير سموه من مخاطر ما تمر به الثقافة العربية، وقد أصابها الكثير من التشويه، وقد حاول البعض مزجها بكثير من الأفكار السياسية الموجهة، فاختلطت الثقافة النقية بكل ما يعكرها، وأصبحت عرضة لتدخل الأفكار الظلامية الممزوجة بمغالطات فكرية ودينية لأغراض حزبية، وكانت دعوة سموه لمثل هذا المؤتمر موجهة لاجتماع الجميع بكل تياراتهم للتفكير في مصلحة الثقافة العربية حتى تكون أداة قوية لتوعية العقول من الأفكار الظلامية، المثقفون الإماراتيون تفاعلوا مع هذه الدعوة واعتبروها خطوة إيجابية في توقيتها وزمنها وتعكس وجهة نظر حاكم مثقف متنور. أشاد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، بالنداء الذي أطلقه صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى المؤتمر، وأكد أنه سيسهم في تعزيز حضور المثقفين بالواقع العربي، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية الثقافة والمعرفة في التقدم والنهضة الفكرية والحضارية، من أجل مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة. الدكتورة حصة لوتاه، أكدت على ضرورة إعلاء شأن الثقافة والفكر، وإشراك المثقفين والمفكرين، وهم أهل الرأي في الموضوع الثقافي والفكري الذي نريده لأنفسنا، وإشراك الجميع بما في ذلك الإعلام، في الموضوع الثقافي، كما تؤكد د. لوتاه على أهمية المؤتمر في مجابهة التطرف، وهو بالمناسبة ليس تطرفاً يخص الأديان لوحدها، فللتطرف أشكال عدة، في عدم الاستماع للآخر ومناصبته العداء وزجره إذا كان مخالفاً لك في الرأي، فلا أحد يملك الحقيقة لوحده، أو يملك رؤية متكاملة من دون الآخرين، ونحن مطالبون كما تؤكد د.لوتاه بمعرفة حدود المشكلة التي نعانيها، وألّا نحاول تجزئتها ونعمل جميعاً على بلورة رأي، هو بمثابة استراتيجية وخطة عمل، لما نود تحقيقه أو نبتغيه من مشروعنا الثقافي المؤمل. إن إيجاد حلول جذرية للمشكلات التي نعانيها، في الإعلام وفي الجامعات وفي كل شأن من شؤون المجتمع، هو من الصواب بمكان، كما يجب أن نؤكد على وحدتنا كعرب، وأن نعزز من لُحمتنا وتشابكنا في زمن أصبحت فيه القوة المادية والجافة هي المسيطرة. وفي تعليقه على دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة لمؤتمر ثقافي عربي، أكد الباحث نجيب الشامسي أن دولنا العربية، مازالت تعيش في حالة يرثى لها، كأنها انتكاسة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى، حيث الثقافة بمعناها الحقيقي قادرة على تحريك التنمية الشاملة، وتحقيق الاستقرار، ونحن هنا، كما يؤكد الشامسي نقصد الثقافة النوعية وليست الاستهلاكية، وقال: لابد من البحث عن مفاصل الثقافة الأصلية التي تصبح في مآلها الأخير من محركات الوعي، كما تصبح عامل بناء وليس عامل هدم، وأوضح الشامسي من خلال متابعته ومتابعة الكثيرين لمآلات الثقافة العربية في سنواتها الماضية، أنها لاتزال تتشدق بتفصيلات بعيدة عن واقعنا، وهي في حقيقة الأمر، إنما تمارس دوراً سلبياً في المشهد الثقافي العربي والسياسي العربي، الطحالب الثقافية - كما يبين الشامسي - هي التي تتصدر الإعلام بمثل ما تتصدر الكثير من المنابر، ويؤسفني القول إننا نعيش حالة ارتكاس ثقافي، وهي ثقافة لا ترتقي بالمجتمع ولا بالإنسان، نحن بحاجة إلى ترميم ذاتنا الثقافية حتى لا نتحول إلى متصارعين ومتخاصمين، وحتى لا نصبح عوامل هدم، فيما يخص المعاني الثقافية الحقيقية، وإذا أردت التفصيل؛ يوضح الشامسي، فقد افتقدنا في وطننا العربي الكتاب النوعي والجيد، فالتنمية الثقافية غير موجودة والتنمية الإعلامية غير موجودة والمسرح بمعناه المتطور لا يوجد أيضاً. الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم عبر عن سعادته بهذه الدعوة التي تصدر من رجل تنوير ومثقف كبير من طراز صاحب السمو حاكم الشارقة، وأكد د.غانم أن مثل هذه الدعوة صحيحة في مراميها، كما أن فكرة جمع المثقفين على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الفكرية، لمحاربة الأفكار الظلامية، هي دعوة تأتي في توقيت دقيق، ونحن بحاجة لتضافر العقول والمثقفين لدعم هذه المسيرة. وقال الكاتب والباحث والأكاديمي عبدالله جمعة المغني: إن دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي تعتبر لفتة كريمة ومهمة في هذا الوقت الحرج والحساس الذي تكالب فيه الأعداء، وتنافر الأصدقاء وكثر البلاء، واندلعت فيه الحرائق في كل مكان، بسبب انتشار الفكر الظلامي المتطرف الذي ينخر جسد الأمة الإسلامية. وأشار المغني إلى أن سموه صاحب المبادرات الرائدة التي تلامس قضايا الأمة العربية والإسلامية الكبرى في أحلك ظروفها وأصعب أوقاتها، وما هذه الدعوة إلّا تعبير صادق يترجم مشاعره الطيبة ومواقفه النبيلة ومساعيه الكريمة في خدمة أمته وشعبه والثقافة العربية، وغيرته عليها من التشويه والتبديل والتحريف، على يد شرذمة من المفسدين الذين نصّبوا أنفسهم حماة للدين وحراساً للعقيدة، وهم في الواقع دعاة الهدم والتدمير. وأكد المغني أنه على المثقفين العرب، التفاعل بصدق مع هذه الدعوة المباركة لبحث السبل الكفيلة والوسائل الناجعة للوقوف في وجه دعاة الفتن والتطرف، ومواجهتهم بالفكر المستنير والقول السديد الذي يمحّص الحق ويدحض الباطل، وينقذ الأمة من الأوحال والتوهان، وتلك مهمتهم التي يجب عليهم أن يضطلعوا بها وينهضوا لها في هذه الظروف الصعبة، ليواجهوا الفكر بالفكر والحجة بالحجة، ويجعلوا أمتهم على بصيرة تامة بما يحاك ضدها، على يد من ينتسبون إليها من بني جلدتها، المتقنعين بقناع الدين الزائف. من جانب آخر ثمن مثقفون وأدباء مصريون دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة، إلى ضرورة مواجهة الأفكار الظلامية والمتطرفة، معتبرين أنها تأتي في الوقت المناسب، في ظل ما تشهده المنطقة العربية من آثار، على خلفية العمليات التي تنفذها الجماعات المتطرفة في العديد من البلدان. وشدد الأدباء والمثقفون على ضرورة أن يحظى المؤتمر بالاهتمام الإعلامي في مختلف الأقطار العربية، لما سيكون له من آثار إيجابية في مواجهة هذا الفكر المتطرف. واعتبر الكاتب والقاص أحمد الخميسي أن الدعوة التي أطلقها سموه مهمة للغاية، وفي توقيت مناسب بعد أن تزايدت حدة ممارسات الظلاميين والإرهابيين في البلاد العربية، مشيراً إلى أن نجاح مثل هذا المؤتمر مرهون بالجدية والمحاور، وجدول الأعمال الذي سيطرح للنقاش على المشاركين، معتبراً أن مثل هذا المؤتمر يعتبر دعوة جادة لجمع شمل المثقفين العرب حول قضايا محورية وجوهرية بدأت الشعوب العربية تكتوي بنيرانها. وقال الخميسي إن هناك الكثير من الأفكار الظلامية والمتطرفة التي داهمت العديد من البلدان العربية، وخصوصاً مع رياح الربيع العربي، وهذا المؤتمر يمكن أن يؤدي إلى نتائج جيدة في تحديد المفاهيم بشكل دقيق حول تعريف الأفكار الظلامية، ومن هو العدو الذي نواجهه حتى نصل في النهاية إلى تصور عربي مشترك في هذا الاتجاه، لأن التصورات حول المفاهيم الظلامية والتطرف والإرهاب مختلفة من قطر عربي لآخر. وأشار الخميسي إلى أن المؤتمر بإمكانه إنجاز الكثير، حول طبيعة الخطر وكيفية مواجهته من خلال وضع جدول أعمال يتضمن تحديد المفاهيم حول الأفكار الظلامية وتعريفها وهل هي ترتكز على أفكار دينية متطرفة أم على غياب الوعي العلمي، ففي دولة كبيرة مثل مصر ليس لديها قناة تلفزيونية علمية تعرض على الشعب أبسط الحقائق العلمية، رغم امتلاكها العشرات من القنوات الفضائية الحكومية والعربية، ونوه إلى أن جدول أعمال المؤتمر يجب أن يتضمن رسم خطة حول دور المثقفين في مواجهة الظلامية والتطرف من خلال الكتابة والتنوير، مشيراً إلى أن الظلامية في الأساس قضية مجتمعية تحتاج إلى العدل الاجتماعي حتى تختفي، مؤكداً أن الأهم من وضع جدول أعمال للمؤتمر تحويل الأفكار إلى تطبيق عملي على أرض الواقع حتى تتجاوز حاجز التفكير النظري. ويؤكد د. زين عبدالهادي أستاذ علم المعلومات بجامعة حلوان، أن فكرة المؤتمر تؤكد إدراك قيادة الشارقة والإمارات لأهمية المعالجة الثقافية لأزمة التطرف والإرهاب، وأيضاً تعني أنها تنبيه من المثقف الكبير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، من أجل وضع استراتيجية فعالة لهذه المواجهة، وأضاف: إن هذه الاستراتيجية تبدأ من المثقفين وليس الدولة، وهو أمر في غاية الأهمية من أجل دفع وتضافر الجهود على كل المستويات الإقليمية والعربية لمواجهة سرطان التطرف. وأشار إلى أن المرأة المثقفة يجب أن يكون لها دور كبير، لأن علاج التطرف في المجتمعات يبدأ من وعي المرأة بمدى خطورة هذه القضايا، مؤكداً أن دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة، هي دعوة مقبولة دائماً من المثقفين العرب، لأنه قائد كبير وحاكم مستنير من المثقفين الكبار فكراً وإنتاجاً وممارسة. ومن جانبه، وصف الدكتور عبدالرحيم درويش الروائي والقاص وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مبادرة سموه بالمحورية في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، مشيراً إلى أن المجتمعات العربية تفتقد الاتصال والتواصل الفاعل، وبالتالي هناك أفراد يغردون خارج السرب ويشعرون بأنهم منبوذون من المجتمع، ويحاولون أن يلفتوا النظر إليهم بما يقدمونه من أفكار هدامة وظلامية يحاولون نشرها بالقوة. مضيفاً: إن حل هذه الأزمة من وجهة نظره يتمثل في المزيد من التواصل بين أفراد المجتمع ومنظماته وجماعاته حتى نصل إلى وحدة النسيج المجتمعي، لأن عدم سماع رأى الآخر يعني المزيد من العنف والتطرف. ويضيف: إن مفهوم الديمقراطية في العالم الغربي مختلف اختلافاً كلياً وجزئياً عن عالمنا العربي، لأنهم في الغرب يرون أن الديمقراطية هي تسويق الأفكار، والاستماع لكل الأصوات، وعدم كبت المعارضة، لأن الكبت يعني المزيد من الأفكار الظلامية والتصرفات الإجرامية لإجبار المجتمع على الاستماع لهم، مشيراً إلى أن الديمقراطية تبدأ من الأسرة ثم المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة، وكل مؤسسات المجتمع. وأوضح أن الديمقراطية هي عملية تنشئة اجتماعية تتطلب قبول الرأي الآخر، والاستماع له بعناية، مؤكداً أن مبادرة سموه جديرة بالتأمل والبحث والمشاركة فيها بفاعلية إذا كنا نرغب في تحسين أوضاع المجتمعات العربية. ويقول الروائي إبراهيم عبدالمجيد: إن مبادرة سموه رائعة ونشكره عليها، معرباً عن أمله في أن يكون هناك حوار مجدٍ حول هذا الموضوع. وأضاف: إن الأفكار الظلامية منتشرة في المجتمعات العربية بشكل كبير وحان الوقت للتخلص منها ومواجهتها، مشيراً إلى أن المثقفين يكتبون كثيراً في هذا الاتجاه، لكن هناك انفصالاً بين ما يكتب والواقع المعاش، فالثقافة تصل إلى الناس عن طريق التعليم أو الإعلام الذي صار ديماجوجيا، ولا يهتم بالثقافة والتنوير، وبالتالي أصبح التعليم هو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله مواجهة التطرف والإرهاب، إذا لم ينصلح حال الإعلام. ويرى أن هذا المؤتمر سيحقق نتائج ملموسة إذا أحسن الإعداد له، ولدي ثقة كبيرة أن الإمارات العربية هي أول من سيطبق النتائج التي ستتمخض عنه، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يجب أن يتناول جذور الإرهاب والتطرف في التاريخ العربي، والكتب التي تروج للأفكار الإرهابية وكيفية مواجهتها مع التركيز على حسن اختيار الشخصيات المشاركة لضمان تمثيل كل البلدان العربية بممثلين من الشخصيات المعروفة والمنفتحة على الأفكار المتطورة والواقع الذي نعيشه.

مشاركة :