توافق المشاركون في مؤتمر باريس للسلام حول ليبيا على مسودة البيان الختامي خلال مناقشة بنودها، أمس، خلال الاجتماعات التحضيرية التي شاركت فيها أكثر من 25 دولة بحضور منظمة دول الساحل والصحراء، والرباعية الدولية، التي تضم الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، حسبما أكد مصدر دبلوماسي غربي لـ«الاتحاد». واتفق المشاركون في اجتماع باريس على رفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدولة الليبية، والتأكيد على إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر، وفق خريطة الطريق التي وضعها ملتقى الحوار السياسي في جنيف، ورحبت بها كافة المكونات والأطياف الليبية. وتشارك في رئاسة المؤتمر فرنسا وألمانيا وإيطاليا، الدول الثلاث التي تتصدر مساعي البحث عن حل للأزمة، والأمم المتحدة وليبيا، كما أكد الإليزيه الحرص على إبداء البعد الدولي لهذا الحدث. وأكد المصدر الدبلوماسي الغربي أنه ولأول مرة يجري الاتفاق، في بيان دولي، على أهمية وضرورة تحديد إطار زمني لخروج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا بشكل كامل، ودعم مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، والدفع نحو توحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية. وأشار المصدر إلى أنه جرى الاتفاق على أهمية إطلاق مبادرة عاجلة لتسريح وحل الميلشيات المسلحة، والعمل على دمج العناصر المعتدلة في مؤسسات الدولة، من خلال إعادة تأهيل وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الليبية، موضحاً وجود إجماع على ضرورة العمل على ترسيخ السيادة الوطنية في ليبيا وإخراج كافة الدول المتداخلة عسكرياً. وأكد المصدر أن المشاركين شددوا على أهمية دعم خريطة الطريق التي تفضي لإجراء الانتخابات، وضرورة تقديم كافة سبل الدعم للمفوضية العليا للانتخابات في البلاد، مشيراً إلى أن سلاح العقوبات الدولية تم الاتفاق على استخدامه في وجه أي مكون أو شخصية تسعى لعرقلة إجراء الانتخابات الليبية. من جانبه، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، خلال مشاركته في منتدى باريس للسلام، أن المجلس الرئاسي نجح في تنفيذ جميع الاستحقاقات التي أوكلت له، بما في ذلك استعداده لتسليم السلطة لاحقاً لجسم منتخب بانتخابات نزيهة مستقلة. وأشار إلى أن المجلس نجح في تثبيت وقف إطلاق النار، كما جرى الإعلان عن مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، الذي تزامن مع إطلاق سراح عدد من الذين انتهت محكوميتهم. ولفت المنفي إلى أن استقرار ليبيا سيأتي بالانتخابات، لذا نحن حريصون على أن تكون في موعدها.
مشاركة :