خواطر من مساحات الأثر 1

  • 11/19/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تمر بعض المناسبات الخاصة في حياة المرء يستذكر معها تلك المواقف الجميلة والذكريات العطرة التي تعطر حياته بالسعادة والسرور والسكينة. هذا ما دار في خلدي في أيام تحتفل فيه المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بذكرى مرور 20 عاماً على تأسيسها. فعندما التحقت في العام 2005 بلجنة كفالة الأيتام آنذاك «المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حالياً» كانت هي الفرصة الجميلة التي كنت أنتظرها في أيام المسير، بأن أكون قائداً مؤثراً منتجاً في ميدان العمل الخيري والإنساني، فهو الميدان الأثير إلى قلبي، وهو رزق ساقه الله تعالى إلي بفضله ومنته أن اختارني أن أكون عاملاً في هذا الميدان الخيري الجميل، وساق لي من يدلني على هذا الطريق فجزاه الله كل الخير والمثوبة والأجر. وجدت الفرصة الآن مواتية لأستذكر ذلك العطاء السخي وتلك المشروعات الخيرة التي أبقت اليوم جميل الأثر على كافة الصعد في مساحات وطني العزيز. كنت حينها أواصل كتابة مواقف المسير في فصول الذكريات، ولله الحمد كانت الخطوة الموفقة بالعمل في مساحات الأثر الجميل في خدمة الأيتام والأرامل والفئات المحتاجة.. وليست مساحات عادية بل مساحات صنعها بأمره السامي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه عندما أصدر أمره السامي بإنشاء لجنة لكفالة الأيتام والأرامل من الأسر البحرينية المستحقة في العام 2001. أربع سنوات بعد التأسيس التحقت بعدها للعمل في رحاب «لجنة كفالة الأيتام» حيث كان العمل الدؤوب حينها من أجل خدمة فئة عزيزة على القلب أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، فكان الجميع يواصل الليل بالنهار من أجل تنفيذ العديد من المشروعات التي تصب في مصلحة هذه الفئة، لرعايتهم رعاية شاملة بناءً على توجيهات عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. كانت المساحة التي وطأت قدمي فيها منذ اللحظة الأولى هي المساحة المحببة إلى قلبي بصورة خاصة، بتنظيم البرامج والأنشطة للأيتام وأمهاتهم، والإشراف على الرعاية التعليمية لهم، وتأسيس عمل مؤسسي منظم يضمن الأثر الجميل في حياة الجميع بلا استثناء. بالفعل لم يكن الأمر عادياً وبالصورة التي أتوقعها.. بل كان تحدياً يفوق الكثير من التوقعات التي توقعتها في بادئ الأمر.. لأنك مطالب اليوم بتأسيس ميدان يزرع الأمل في قلوب من فقد حنان الأبوة.. فليس الأمر مجرد دنانير معدودة تصرف عليهم.. بل هي وصاية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم لرعايتهم، وهي مهمة صعبة بالعمل في ميدان يمثل الوطن وقائد الوطن.. بدأت الخطوات الأولى وجمالها بجمال تلك النفوس المضحية التي قابلتها منذ اللحظات الأولى في مسيرتي في العمل في «اللجنة بمسماها القديم». فكان الجميع يجد ويجتهد في تلك الفيلا الصغيرة التي جمعتنا على شارع عراد، فقد جمعت القلوب قبل الأبدان، وكانت نقطة الانطلاق لجميل الأثر.. أثر الآخرة الخالد. وللحديث بقية. ومضة أمل اللهم إن نسألك أن ترزقنا الاحتساب في كل أمورنا.

مشاركة :