أسعار الشحن تصل إلى ذروة تاريخية وسلاسل الإمداد تواجه أسوأ أيامها

  • 11/20/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قبل مائة عام فقط لم يكن الاستهلاك والإنفاق كما هو عليه الآن، الاستهلاك الفردي قبل النقل البحري عبر الحاويات كان شيئاً وبعده أصبح شيئا آخر، والفضل فى ذلك يعود إلى الأمريكي "مالكوم ماكلين" رجل الأعمال الرائد الذي أسس لصناعة الحاويات والنقل البحري، قبل "مالكوم" كان البشر يستهلكون المنتجات والسلع المتاحة أمامهم على مستوى الجغرافيا ولم تكن هناك حاجة للاستيراد سوى لسلع قليلة لا تُقارن بآلاف السلع والتى تُنقل هذه الأيام عبر أعالي البحار وبين عشرات الدول والقارات المختلفة. كان من المستحيل أن يفكر أحد المواطنين الأمريكيين قبل "مالكوم" فى اقتناء سلعة تُصنع وتنتج في كوريا الجنوبية مثلاً، أقصى طموحاته أن يجلب هذه السلعة من داخل الأسواق الأمريكية أو عبر كندا أو المكسيك، لكن تطور صناعة النقل البحري ودخول التكنولوجيا في تصميم سفن البضائع العملاقة، أدى إلى تضاعف حمولة السفينة الواحدة مئات المرات، وترتفع حمولتها القصوى من 58 حاوية فقط في ستينيات القرن الماضي، إلى 24 ألف حاوية على ظهر السفينة الواحدة هذه الأيام. بالعودة إلى الحاضر، تتصاعد أزمة سلاسل الإمداد يوما تلو الآخر، لدرجة أنك لو سألت أحد مديري المشتريات ومسؤولي اللوجستيات فى الشركات عن أحوال العمل، فسيقول لك إنه يعيش اسوأ أيام حياته، وإن الأزمة الحالية تُعد بلا شك الأزمة الأسوأ على الإطلاق في تاريخ قطاعات الشحن البحري واللوجستيات والنقل في آخر سبعين عاما. هواتف هؤلاء المديرين لا تتوقف عن استقبال شكاوى لا تنتهي، كل السلع ناقصة تقريباً ولا يوجد شيء متوفر بنسبة 100%، من أشباه الموصلات إلى الدراجات الهوائية ومن أبسط السلع إلى أكثرها تعقيداً، فالكل سواء فى العجز والنقص. لكي نفهم أزمة المشتريات أو سلاسل الإمداد العالمية، علينا أولاً أن نقوم بتفكيك المصطلح، أقسام التخطيط والمشتريات وسلاسل الإمداد فى أي شركة مهمتها هي التوفيق بين طرفي المعادلة: الرجل الذي يقوم بالتصنيع، والرجل الذي يقوم بالنقل، عملية التوفيق الهدف منها هو توصيل الشحنة/البضاعة حتى باب الشركة فى حالة سليمة وبالكمية المطلوبة وفى التوقيت المُحدد. بهذه الطريقة المبسطة تستطيع فهم سبب حدوث أزمة في سلاسل الإمداد في الفترة الحالية، لأن طرفي المعادلة لديهما أزمة وبالتالي فالمسؤولون عن التوريد أو الإمداد والمشتريات بالشركات يواجهون بالتبعية أزمة أيضاً، مثلا المصانع في الصين تواجه أزمة كبيرة في الطاقة هذه الفترة مما أدى إلى تخفيض الطاقة القصوى لخطوط الإنتاج نتيجة نقص الطاقة الكهربائية، هذا يعني كميات أقل.

مشاركة :