كثيراً ما نسمعهم يقولون: حَضَرَ كلّ من هَبّ ودَبّ - يريدون في هذا السياق: حضر كلّ الناس بأنواعهم وأصنافهم ورتبهم ومستوياتهم فليس الحضور لأشخاص معينين. فكلمة (هَبّ) في الأصل من الهَبُوب التي هي الريح الهائجة السريعة، وكلمة (دَبّ) أي كلّ من دَبَّ على وجه الأرض - فكأنهم يريدون العموم أي جميع من طَارَ في السماء وكلّ من دَبَّ على الأرض. بلا استثناء على سبيل المبالغة، ويشيع هذا القول عند العامَّة وهو من فصيح كلامهم؛ لأنَّه عربيٌّ فصيح كما في المعاجم اللغويَّة، فهكذا نطقت العرب؛ جاء في المختار: «و(هَبَّت) الريح تَهُبُّ بالضمّ (هُبُوباً) و(هبيباً) أيضاً». و(دَبّ) يَدِبُّ بالكسر دَبًّا ودبيباً، وكلُّ ماشٍ على الأرض. وفي الوسيط: «(هَبَّتِ) الريح هَبًّا وهُبُوباً، وهَبِيْباً: هاجتْ»، فـ «هَبّ» و»دَبّ» يحتملان الفعليّة والمصدريَّة - إذ يُحتمل أنهما فعلان ماضيان ولكن سُكِّنا من أجل الوقف، ويحتمل أنهما مصدران لأنه يقال: هَبَّ هَبًّا وهُبُوباً وهبيباً، كما يقال: دَبَّ دَبًّا ودبيباً.
مشاركة :