منذ قدوم إدارة نادي الاتحاد الحالية برئاسة أنمار الحائلي (يونيو 2019م) وحتى اليوم لم تجدد أو تمدد عقد أي لاعب من لاعبي فريق كرة القدم المحترفين (المحليين) على مدى نحو ثلاث سنوات، من بين جميع اللاعبين الوطنيين الذين انتهت عقودهم أو دخلوا الفترة الحرة. اللاعب الوحيد الذي مدد عقده في عهدها ـ حتى الآن ـ هو المدافع الشاب مهند شنقيطي في شهر مايو الماضي، في الجانب الآخر خرج من النادي في عهدها العديد من اللاعبين الشبان والمتمرسين، ومن أهم الأسماء التي خرجت في عهدها لاعبون أذكر منهم محمد قاسم وأحمد عسيري وأمين بخاري وعون السلولي، أما أول لاعب (دولي) يدخل الفترة الحرة في عهدها فهو قائد المنتخب في البطولة العربية (التي انطلقت أمس في الدوحة) الكابتن سعود عبد الحميد. طوال أربعة أشهر، وتحديدا منذ مستهل شهر أغسطس الماضي، فشلت الإدارة في التعامل مع ملف اللاعب وحسم موضوع عقده، إما بالتجديد أو بالرفض، وتركه يبحث عن قميص له في ناد آخر (بهدوء) ولم يتوقف الأمر عند الاستمرار أو الخروج، وإنما كبر وصنع من ملفه قضية كبيرة ومتشابكة، وهو لا يستحق أن (يضخم) بالشكل الذي وصل إليه، لو تم التعاطي معه بحكمة وجاء التعامل بهدوء وحنكة وليس بكبرياء وعناد و(جعصنة)، ضحيته اللاعب الشاب والنادي الكبير. لن أتحدث كثيرا في ملف اللاعب، احتراما لوجوده ومشاركته مع المنتخب الوطني الأول الموجود حاليا في بطولة العرب المقامة في الدوحة، رغم حصولي على تفاصيل ربما تكون (صادمة) للبعض. الخلاف الكبير الذي حصل بسبب القضية - تجديد عقد الكابتن سعود عبدالحميد- تجاوز حدود النادي وأصبح (قضية رأي عام) يذكرني بالمثل العربي الذي يقول (ما ظهر من الجمل إلا أذنه)!! فهذا الملف الأول الذي خرج علنا، ليس سوى البداية، إذ سيلحق به (قريبا جدا) ملفات كبيرة جدا وساخنة وأسماء ثقيلة، تتعلق بأربعة نجوم من محترفي الفريق سيدخلون (الفترة الحرة) خلال أشهر قريبة وفي مواعيد متقاربة، واللاعبون المعنيون هم الرباعي (فهد المولد وحمدان الشمراني وعبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود) فتح ملفات عقودهم تنذر بقضايا أكثر سخونة من ملف سعود الذي لم يكن في حقيقته سوى (أذن الجمل) فكيف ستتعامل الإدارة مع الملفات الأربعة، وهي التي فشلت حتى الآن في ملف واحد هو (أصغر) ملفات لاعبي الفريق المحترفين؟!. كلام مشفر « عام ونصف كان قد تبقى من عقد (الحارس) فواز القرني ودفع ليطالب بالخروج من النادي، ولم تستطع مفاوضات الإدارة الإبقاء عليه، سبقه أمين بخاري الذي رفض الاستمرار بعد أن ترك حتى دخل الفترة الحرة، فوقع للنصر في اليوم التالي مباشرة. « لم تتعلم الإدارة ولم تتعظ، فتركت سعود عبد الحميد حتى دخل هو الآخر الفترة الحرة في الأول من أغسطس الماضي، فأصبح موقفه قوياً، لتدخل الإدارة معه في مفاوضات ماراثونية، وبطريقة غير احترافية، نسجل فشلاً فيه حتى كتابة هذا المقال. « الخلاف وصل الى حد التعامل الجاف وإخراج اللاعب من معسكر مباراة دورية مهمة، وتطور الأمر إلى مستوى (صراع غير متكافئ) مع تراشق بالكلمات بين (الرئيس ووكيل أعمال اللاعب) وإطلاق تصريحات (قاذفة) واتهامات للاعب وهو في معسكر المنتخب الوطني. « ولعل ما حصل من أساليب (عنترية) وتعالٍ في التعامل و(جعصنة) مرفوضة و(تجييش) بعض الجمهور والإعلام ضد اللاعب (وهو في مهمة وطنية) يدل على فقدان (الحكمة والحنكة والقدرة على إدارة تسيير (أزمة عابرة) وهو يجعل كثير من جماهير النادي يضعون أيديهم على قلوبهم قبل دخول لاعبين مهمين الفترة الحرة ويتساءلون (الدور على من؟). « أصبح من الواضح جدا أن في الاتحاد اليوم (نقصاً) كبيراً في ثقافة الحوار مع البعض ومع الآخر والتفاوض مع اللاعبين ووكلائهم نتيجة قلة الخبرة والتجارب المباشرة، مع قلة الدبرة. « ولتجاوز ذلك مطلوب أن تستعين الإدارة ببعض رجالات النادي وأبنائه الذين يمتلكون الخبرة والدراية والعلاقات الجيدة وتستفيد منهم مبكراً، ذلك أفضل من تصغير الكيان باللجوء والاستعانة (في الوقت الضائع) بوكلاء أعمال أو خبراء من أندية أخرى. « محامي النادي ينتمي لناد منافس والاستعانة الخارجية بوكيل لتقريب وجهات النظر تتم عن طريق وسيط ينتمي لناد آخر، وتبقى أوراق النادي ومعلوماته وأسرار لاعبيه (مشاعة) للمنافسين وكأنه نادي خاص أو هو ملك الرئيس وإدارته.
مشاركة :