أعتَبرُ نَفسي جَاحِظ هَذا العَصر، وحَارس البَوَّابَة الشّرقيّة للُّغةِ العَربيّة، لذَلك يُعتبر أي اعتدَاء عَلى هَذه «الحسنَاء»، هو اعتدَاء عَلَى «العَرفج» شَخصيًّا..! أكثَر مِن ذَلك، صَرَّحتُ مَرَّة قَائلاً: (والله لَئِن أُشتَم بالفُصحَى؛ خَيرٌ لِي مِن أن أُمدح بالعَاميّة).. مِن هُنا، فإنَّني أُحب «تَفصيح» الشَّتائم الشَّعبيّة، التي تَنبع مِن لُغتنا المَحكيّة، وقَد أمدَّني أحد أصدقَائي بشَتائم شَعبية، بَعد أن وَضعها في قَالب عَربي مُبين..!. خُذ مثلاً، إذَا أرَاد الشَّاتِمون بالعَاميّة أن يَقولوا: (لأبوك لأبو اللي جابوك)، فإنَّ تَرجمتها بالفُصْحَى تَكون: (لَيس أبُوك ولَيس أبُو مَن أتوا بِك).. وإذَا قَالوا: (إيش جوّك؟)، تَكون بالفُصْحَى: (مَا طَقسك؟).. وإذَا أرَادوا أنْ يَسألوا قَائلين: (تنكّت يَا الحَبيب؟)، فإنَّ تَرجمتها تَكون: (هَل قُلت للتَّو طُرْفَة أيُّها الخَليل؟)..! أكثَر مِن ذَلك، إذَا أرَادوا أنْ يَقولوا بالعَاميّة: (الشّرهة مهيب عَليك، الشّرهة عَليَّ)، فإنَّ تَرجمتها تَكون بالفُصْحَى: (لَن ألُومك أنتَ، بَل سألوم نَفسي).. وإذَا قَالوا بالعَاميّة: (طَاح وَجهك)، تَكون بالفُصْحَى: (سَقَطَت مَلامحك).. وإذَا قَالوا بالعَاميّة: (مَا ودّك تَاكل تبن؟)، تَكون تَرجمتها بالفُصْحَى: (ألا تَرغب في تَناول القَش؟).. وإذَا أرَادوا أنْ يَقولوا بالعَاميّة: (جَعَلَك للسَّاحق المَاحِق والرّصَاص المُتلاحِق)، فتَكون تَرجمتها بالفُصْحَى: (أتمنَّى لَكَ أن تُسحق، وأن تُصبح ضَعيفاً، وأتمنَّى أن تَلحقك الرّمَاح)..!. وأخيراً، إذَا أرَادوا أنْ يَقولوا بالعَاميّة: (والله لاصكّك كَف)، فإنَّ تَرجمتها تَكون بالفُصْحَى: (والله لأصفعنَّك برَاحة يَدي).. وإذَا قَالوا بالعَاميّة: (وَجع يُوجع العَدو)، تَكون بالفُصحَى: (ألم يُؤلم الخِصم)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟!. بَقي القَول: يَا قَوم، حَاولوا أن تَرتقوا بلُغتكم، ومَارسوا اللُّغَة الفُصْحَى، فإن لَم تَستطيعوا، فمَارسوا اللُّغة البَيضَاء، التي هي بَين الفُصْحَى والعَاميّة الرَّديئة، وإيَّاكُم واستخدَام العَاميّة الخَالِصَة، لأنَّه لَن يَفهمكم وأنتُم تَتحدَّثون بِهَا؛ إلَّا نَفرٌ قَليل..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain