لا شك أن الخبر الذي تناولته الصحف العالمية عن صحيفة الحياة اللندنية في موضوع العلاقة بين البحرين وإيران وأنها وصلت مرحلة لا يمكن السكوت عليها أو التغاضي عنها، وانها تتجه إلى القطيعة النهائية بين الطرفين، فقد تعرضت البحرين خلال السنوات الأربع الماضية إلى أبشع مؤامرات تغيير الهوية بالمنطقة يقودها الحرس الثوري الإيراني، فقد تم إنتاج أكثر من خلية إرهابية في إيران، وتزويدهم بالأسلحة الثقيلة والقنابل ومواد تصنيع المتفجرات لتنفيذ أعمالهم الإرهابية بالبحرين، أربعة أعوام وأبناء البحريني يعانون من التدخل الإيراني السافر، وتحملوا مسؤولية الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية. الجميع يعلم بأن البحرين لا تقارن بإيران مساحة وسكاناً ومواردَ، ولكن ذلك لا يمنعها من الدفاع عن نفسها في وجع الأطماع الإيرانية التوسعية، فمن يتابع تصريحات المسؤولين الإيرانيين في الفترة الأخيرة (من فبراير عام2011م) يجد أنها تسير في طريق التصعيد، وقد جاء أغلبها على لسان مسؤوليين إبرانيين في الحكومة أو البرلمان أو المنبر الديني، بل ساهمت وكالة أنباء فارس ومهر للأنباء وبعض القنوات الفضائية المملوكة لإيران في إذكاء نار العداوة بين أبناء المجتمع الواحد. في شهر أكتوبر الماضي (2015م) دفعت إيران بالبحرين إلى الإعلان عن سحب سفيرها في طهران واعتبار القائم بأعمال السفير الإيراني بالمنامة شخص غير مرغوب فيه، ومع ذلك لم تتوقف إيران من العبث في أمن واستقرار البحرين، بل زادت من تعديها وتدخلها السافر في الشأن الداخلي للبحرين والمنطقة، لقد حاولت البحرين كثيراً أن تتقرب من إيران لوضع حد لتلك التدخلات بحكم أنها جارة ودولة مسلمة، واستخدمت معها الدبلوماسية الناعمة، ولكن مع الأسف باءت جميعها بالفشل، والسبب أن إيران تحمل أجندة توسعية، لذا لم يتبقَ للبحرين من خيار سوى قطع العلاقة كما جاء عن صحيفة (الحياة) بأن البحرين ستقوم بتعليق أنشطتها الاقتصادية والتجارية حتى توقف إيران من دعمها للجماعات الإرهابية. لقد كشفت إيران عن مشروعها التوسعي بالمنطقة حين توغلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وقد استغلت الانتماء المذهبي والاصطفاف الطائفي للاستحواذ على أبناء المنطقة، وقد انصاع إليها مع الأسف الشديد بعض الشباب والناشئة الذين مارسوا أعمال الإرهاب والعنف والتخريب، فتوجيه أربعين قناة فضائية للتدخل في الشأن البحريني دليل على ان هناك مشروعا إيرانيا توسعياً، وتحاول اختطاف البحرين كما حاول نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين من اختطاف الكويت عام 1990م. إن خيار قطع العلاقات مع إيران نهائياً قرار صعب، ولربما أبناء هذا الوطن لا يرغبون فيه، ولكن أن تستمر إيران في تصدير مشاكلها إلى البحرين بتدريب الخلايا النائمة وتزويدهم بالأسلحة والمتفجرات فهذا شيء مرفوض، لقد تقدمت البحرين في شهر أكتوبر الماضي (2015م) للأمم المتحدة بشكوى رسمية ضد إيران، وذلك بسبب استمرار التدخلات الإيرانية واستغلال الشباب والناشئة في الأعمال الإرهابية، وإيواء الهاربين وفتح المعسكرات للتدريب، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، ولعل مجموعة (47 إرهابياً) هي اكبر المليشيات والخلايا النائمة التي تكشفها وزارة الداخلية. من هنا فإن البحرين ليس لها من خيار سوى قطع العلاقة، ولربما تكون هي أولى الدول العربية التي تقدم على هذه الخطوة، وكما قيل قديماً: (مجبر أخاك لا بطل) أو (مكره أخاك لا بطل)، والمعنيين صحيحيين.
مشاركة :