يومًا بعد يوم تكشف لنا الإحصائيات والدراسات والأبحاث بأن قوة العلاقة بين المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعية تزداد، فمن كان لا يستخدم الجوال بالأمس أصبح الجوال جزءًا رئيسًا من حياته اليوم، ومن كان لديه بالأمس جوال، ولا يستخدمه إلاّ للتحدّث، واستقبال المكالمات، متجاهلاً ما فيه من تطبيقات ووسائل تواصل اجتماعية أصبحت تلك الوسائل الاجتماعية اليوم جزءًا رئيسًا من حياته، وأصبح يتفاعل معها ويستخدمها أكثر ممّا يستخدم الجوال للتحدث. في إحدى ورش العمل والتي عقدت مؤخرًا في مدينة الخبر بعنوان (مستقبل الإعلام الاجتماعي) تم الإعلان عن بعض الإحصاءات منها أن السعودية تحتل اليوم المرتبة السابعة عالميًّا في عدد حسابات الفرد الواحد في جميع مواقع التواصل الاجتماعية، وذلك بمعدل 7 حسابات للفرد، منها ثلاثة نشطة، في حين بلغ عدد التغريدات التي تصدر من السعودية يوميًّا عبر وسائل التواصل الاجتماعية 500 ألف تغريدة، كما أوضحت تلك الإحصائيات بأن 26% من المراهقين في السعودية يستخدمون (سناب شات) ممّا وضع تلك الفئة في المرتبة الثامنة عالميًّا لعدد المراهقين الذين يستخدمون هذا التطبيق الذي يخصص 33% من مستخدميه بشكل عام ساعتين من وقتهم لاستخدامه، في حين يقضي 29% منهم ساعة كاملة يوميًّا معه، أمّا بالنسبة لتطبيق الواتساب فجاءت المملكة في المرتبة 14 عالميًّا وذلك بنسبة 56% من إجمالي مستخدمي الجوال. هذا الاستخدام المطّرد لوسائل التواصل الاجتماعية كما أن له بعض الإيجابيات فيصاحبه أيضًا بعض السلبيات منها نشر الأخبار غير الصحيحة وانعدام الخصوصية، وكثرة اختراق الحسابات الشخصية والتأثير على العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري، وتضييع الأوقات، وخصوصًا بالنسبة للطلاب والطالبات والتأثير نفسيًّا على حالة المستخدم كما يؤثر على المستقبل الوظيفي للبعض، وكذلك الإنتاجية للموظفين في العمل، ويساهم كذلك في نشر الكراهية والعدائية بين فئات المجتمع. الأرقام تؤكد بأن المجتمع يتجه بشكل كبير لمواصلة استخدام هذه الوسائل، ولذلك فإن علينا أن نتعامل مع الواقع، وأن نساهم في التقليل من هذه السلبيات، وذلك من خلال تعزيز القيم والمبادئ الصحيحة، وتطوير أساليب التوعية لاستخدام هذه الوسائل في ما يفيد المجتمع، وتقوية أواصر المحبة بين أفراده، إضافة إلى قيام الأسرة، والمدرسة بواجبهما بشأن توعية الأبناء بالاستخدام الأمثل لهذه الوسائل، ومراقبتهم من وقت لآخر، وتطبيق الجهات المختصة للوائح والأنظمة بشأن المخالفين. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :