تعتبر مأسسة العمل الخيري والإنساني في بلادنا في هذه المرحلة التأريخية مطلبًا مفصليًّا لا غنى عنه، في ظل الهجمات التي لا تتوقف على مؤسسات ومنظمات العمل الخيري والإغاثي غير الربحية، وغير الحكومية. إذ لا يتوانى الكثير ممّن يضمرون شرًّا لهذه المنظمات، أو من يريدون تجفيف منابعها، وحرمان الملايين من المعوزين، واللاجئين، والمرضى، والأرامل، واليتامى من عونها وإغاثتها، لا يتوانون عن قذفها بكل أشكال التُّهم، ويتساوى في ذلك المسلمون وغير المسلمين، لذا عمدت هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي إلى تأسيس جمعيتها العامة قبل عشرين سنين، واستقطبت لها مئات الشخصيات المتميّزة من العلماء والمفكرين والمسؤولين، والمهتمين بالعمل الخيري والعاملين فيه، وابتدأت بهذه النخب في المملكة العربية السعودية دولة المقر، ثم أضافت إلى الجمعية عددًا مناسبًا من الشخصيات فائقة الأهمية من خارج المملكة من قارات عدة، ليكونوا أعضاء فاعلين في الجمعية، وللأعضاء المحللين والخارجيين رأي مسموع في كل مناشط الهيئة ومشروعاتها، وهذه المشاركة الفاعلة بين الهيئة وأعضاء لجنتها العامة تجلت في الاجتماع العاشر للجمعية الذي انعقد في جدة صباح يوم الاثنين 20/1/1437هـ، برئاسة معالي الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة ورئيس الجمعية. حيث أتيحت الفرص لكل الأعضاء لإبداء اقتراحاتهم واعتراضاتهم على كل ما عرض ضمن جدول الأعمال، ورد معالي الدكتور التركي، وسعادة الأستاذ إحسان طيب الأمين العام للهيئة على الاستفسارات التي أبداها أعضاء الجمعية، وجليًّا الكثير من الحقائق. وشمل جدول الأعمال اعتماد محضر الاجتماع التاسع، والوقوف على القوائم المالية، وتقرير المراجع الخارجي للعام المالي المنصرم، وعرض فيلم مصور عن مناشط وبرامج الهيئة في الفترة الماضية، وتعيين المراجع الخارجي لحسابات الهيئة للعام المالي 2015م، وانضمام أعضاء جدد لعضوية الجمعية وتقرير عن متابعة تنفيذ قرارات الاجتماع السابق. وبذلك تكون كل الموضوعات حيوية ويترتب عليها قرارات مصيرية للهيئة. وقد بهر الفيلم المصوّر مَن شاهده من الحاضرين بعظم الإنجازات التي حققتها الهيئة العام المنصرم، وفي مقدمتها الشراكة الفاعلة بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهيئة الإغاثة التي بدأت بعمل إغاثي ضخم، وغير مسبوق، هو تسيير لسفينة الخير، كما تُسمّى، التي حملت 4500 طن من المواد الإغاثية والطبية والمولدات الكهربائية، بتكلفة تصل إلى 30 مليون ريال، لمساعدة أهلنا في اليمن؛ ممّن تأثروا بالحرب، وكان في استقبال السفينة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح، ومن الإنجازات الدبلوماسية للهيئة مشاركة الأمين العام في قمة التنمية المستدامة في نيويورك التي شارك فيها العشرات من زعماء الدول، وتزامنت مع الدورة السبعين للأمم المتحدة. لقد أثبت كل ما دار في اجتماع الجمعية العامة العاشر لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، أن هذه المنظمة الخيرية السعودية المنشأ، والمقر، قد قفزت إلى مصاف كبرى المنظمات الخيرية غير الربحية في العالم. Moraif@kau.edu.sa
مشاركة :