رجال في الذاكرة المفكر القدير وأستاذ اللغويات أ.د.محمد خضر عريف بقلم / د.غازي زين عوض الله المدني واحد من أهم علماء اللغة واللسانيات العرب، مهتم بالثقافة العربية والكلمة العربية وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي بالإضافة إلى كونه شاعرا وقاصا وناقدا وأديبان إنه أ.د.محمد خضر عريف، والذي تقول سيرته أنه عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز، حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها 1396هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وترتيب الأول في جامعة أم القرى بمكة المكرمة. حصل عام 1982م على درجة الماجستير في علم اللغة من جامعة ولاية كاليفورنيا بسان دياجو، وحصل على درجة الدكتوراه في علم اللغة التطبيقي في عام 1986م من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا، وله من المؤلفات والأعمال العلمية والبحثية أكثرر من أثنى عشر مؤلفا، اشترك في عديد من اللجان العلمية، اكتسب منها الخبرات الإدارية التي أهلته بأن يتقلد عدة مناصب أكاديمية وإدارية وكان آخر منصب أكاديمي له شغله وكيلا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك عبد العزيز في 27 / 11 / 1424هـ، وللإنصاف في حق العالم والمفكر أ.د.محمد خضر عريف أنه استطاع في فترة وكالته أن يحول الدراسات العليا في كليته إلى خلية نحل من ورش الأعمال workshop وأن يشكل منها لجان علمية يسلط الأضواء عليها من خلال الفاعليات التي كان يعدها ويحضرها الابحثون من داخل كليته أو من خارجها من تخصصات علمية سواء من الكليات التطبيقية أو من الكليات النظرية، وترك مقعده في الوكالة بعد أن ترك لها أرثا فكريا وحضاريا واستراتيجيا على المدى البعيد من تحقيق أهداف تخدم برنامج الدراسات العلمية القائم على تطوير مناهجه، وقد اتسع ذلك البرنامج ومخططاته أن ينقل الكلية في مجال البحث العلمي إلى تطور ملحوظ في مجال التقدم العلمي الذي أحرزته الكلية وتحرزه في الوقت الحاضر أيضا. وفي الجانب الإنساني عن حياة أ.د.محمد خضر عريف أنه سخر نفسه ووظفها في خدمة طلاب العلم وأي عمل إنساني يخدم الإنسانية، لقد دخل من بوابة الجمعيات الخيرية ليسهم إلى حد كبير في عمل الخير لأناس يستحقونه، ومن هذه الجمعيات الخيرية هيئة الإغاثة ليحثل فيها مركز الصدارة في مجال الإعلام حيث رأس تحرير مجلة الهيئة الذي له الفضل في تطويرها إعلاميا وجعل منها منبرا لخدمة الهيئة في مجال تقدمها الإنساني وفعلها للخير، كما أنه طبع في المجلة بصماته الإعلامية التي نشر على صفحاتها وأبوابها التعريف بالهيئة، وكل عملية تقوم بها لخدمة البشر الذين يحتاجون إلى الدعم الخيري الذي بدوره يأخذ بيده لكي يعيش كريما مكرما في ظل ما يقدم له من تكافل اجتماعي إنساني مجتمعي، كما أنه أبلى بلاء حسنا في إدارتها وتحريرها – أي المجلة – لتكون في مقدمة طلائع المجلات المتخصصة التي تحاكي روح الإعلام المعاصر وكان لا يتوانى في عمل الصياغة الصحفية desk التي اكتسبها عن طريق الخبرة من الصحف السعودية التي عمل فيها محررا وكاتبا صحفيا، واقترب منها عن كثب بأن يكون ذا خبرة إعلامية واستشارية. لقد عرفته عن قرب خلال تزاملنا في كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز وإن كان لكل واحد منها تخصصه العلمي الذي يختلف عن الآخر، هو في تخصص علم اللغة وأنا في تخصص صحافة في قسم الإعلام وتوطدت علاقتنا حيث كنا ندرس في جامعة سان دياجو بولاية كاليفورنيا حين كنا ندرس الماجستير، كل منا في تخصصه، وإنني نسب الفضل إلى أهله وإعادته إلى صاحبه فإنه قدم لي من الخدمات الإنسانية والأخوية التي لا يمكن أن يغيرها الزمن أو تنساها الذاكرة، لقد هاتفته من السعودية حينما كان يدرس في سان دياجو طلبت منه أن يساعدني بحصول القبول من الجامعة هناك على دخول برنامج الماجستير في تخصص الإعلام، كما طلبت منه حين وصولي لسان دياجو أن يساعدني في الحصول على سكن وشراء سيارة فأبدى استعداده بكل رحابة صدر أن يقدم لي أي خدمات احتاجها وبالفعل وعد فأوفى وكان يتواصل معي بشكل يومي ويزورني في منزلي الذي اختاره لي على هضبة قمة جبل يطل على مناظر ساحرة جذابة ولم يتركني وحيدا في المدينة وكان يقتطع من وقته ساعات لكي يوجهني ويثقفني بالثقافة الأمريكية ويقدم لي المنشورات التي تساعدني على معرفة كل القوانين التي يجب أن أعرفها عن الولايات المتحدة والتي لا ينبغي أن انتهكها حتى لا أتعرض للمسائلة القانونية، إنه حقا شخصية ذات عملة نادرة في عصرنا هذا الذي انقلبت فيه موازين المواقف الإنسانية والتي أصبحت عملة رديئة في عالمنا هذا اليوم. ولو أردت أن أطلق لنفسي العنان في الحديث عنه وعن شخصيته الإنسانية والأخلاقية لأفردت لها المجلدات من الكتب والموسوعات التي ترصد أعماله وفكره وعلمه وأخلاقه التي يتمتع بها، فهو يتمتع بدماثة الأخلاق، واذكر له موقفا لا يمكن أن أنساه إلى جانب ما قدم لي من خدمات وذلك بدخوله على الخط الساخن في سجال مع أحد الكتاب الذي أخذ في قدرتي العلمية وينقص منها بدون علم بل وبجهل منه حيث كتب مقالا في أحد الصحف المحلية يدافع عني وعن قدراتي العلمية ويستنكر كل الاتهامات الموجهة في حقي ويذكر زمالتنا في الجامعة التي كنا ندرس فيها معا في جامعة سان دياجو آنفة الذكر ووضح كيف أنه اطلع على مسيرة دراستي وتفوقي في تخصصي في الماجستير في الصحافة كما انه ذكر ضمن سياق مقاله بأنني قد أشرفت على رئيس تحرير مجلة العقل العربي التي كانت تصدر من النادي السعودي وانتشارها في كل مدن كاليفورنيا وأنه قد كتب فيها مقالا في أحد صفحاتها عن الدين الإسلامي حضارة وفكرا ومنهجا إلى جانب ما كان يكتبه أ.د.فريد قرشي – يرحمه الله – في صفحة المجلة في زاوية الدين الإسلامي، وإذا استعرضنا كل الإنجازات التي كنا نقوم بها نحن الطلاب السعوديين من منتدانا الثقافي للتعريف بوطننا وحضارتنا الإسلامية لا نستطيع أن نغلق الباب بل فتحناه على مصرعيه للتعريف بثقافتنا العربية والإسلامية حتى نغير أخطاء مفهوم الصورة الذهنية التي أخذها الغرب عنا بشكل خاطيء وقمنا بتصحيحها – والحمد لله – وهذا يحسب لنا ولا يحسب علينا. وفي الختام لا يسعني إلا أن أقد الشكر للمفكر الكبير أ.د.محمد خضر عريف على كل ما قام به من تقديم كل وسائل الخدمات الإنسانية التي ألبسني عباءتها من خلال مظلته الإنسانية ولم أكن أن الوحيد الذي يدين له بالفضل بما يقوم به من خدمات إنسانية تطوعية لكل من يحتاجه سواء من أهل بلده أو غير أهل بلده من عرب أو من أخوة أو أصدقاء من دول إسلامية والله ولي التوفيق.
مشاركة :