سيرة مؤرخي الإمارات في العدد الجديد من 'تراث'

  • 4/30/2022
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

صدر أخيرا في أبو ظبي، العدد 271 لشهر مايو/ايار 2022، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث، حيث تضمن العدد ملفا خاصا حمل عنوان "مؤرخو الإمارات.. سير تاريخية غنية"، بجانب مجموعة من الدراسات والمقالات التي تدور في فلك التراث الإماراتي والعربي والإنساني.  وفي افتتاحية العدد، اشارت شمسة حمد العبد الظاهري، رئيسة التحرير، إلى أن العناية بالتراث والتاريخ برزت لدى رواد التأريخ الأوائل في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ مطلع القرن العشرين، حيث "كانت محاولاتهم في الكتابة التاريخية أحد الطرق المؤدية لمعرفة أخبار الأولين وتاريخهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وأهم الأحداث والوقائع التي شهدتها المنطقة".   ولفتت الظاهري إلى أنه ومن خلال دراسة كتاباتهم التاريخية تبين أنها كانت وفق قسمين : قسم اهتم بتوثيق الأخبار والتدوين بالتعليق والتحليل، والقسم الأخر اهتم بتسجيل الوقائع بنظام الحوليات من دون تحليل أو تعقيب على الأحداث، وظهرت عنهم مخطوطات مهمة من بينها: الجواهر واللآلي في تاريخ عمان الشمالي للأديب والمؤرخ عبد الله بن صالح المطوع  (1898 - 1958)، ونقل الأخبار في وفيات المشايخ وحوادث هذه الديار لحميد بن سلطان الشامسي، وما جمعته في الأربعين عاماً للشيخ محمد بن سعيد بن غباش (1899 - 1969)، ومخطوطة سالم بن كلبان عن ربابنة البحر ونواخذة السفن وتاريخ الأسفار، وطرق الإبحار في المحيطات والخلجان وغيرها من المؤلفات الكثيرة.   المؤرخ الحاكم  وفي ملف العدد ترصد لنا فاطمة المزروعي، الجهد والتوثيق المتواصل من أجل "التأريخ في دولة الإمارات"، ويُعدد لنا على تهامي، أوجه الإبداع في كتابات سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، وعضو المجلس الأعلى للاتحاد، وما قدمه للمكتبة العالمية من مجموعات مهمة من الوثائق التاريخية، والمؤلفات التي أكدت على دور سموه باعتباره "باحث مدقق يحرص على تقديم التاريخ بلا تزوير"، ويُضيء حسن صالح محمد، مسيرة المؤرخ الراحل الدكتور محمد مرسي عبد الله، ويكتب الدكتور شهاب غانم "ذكريات مع الشاعر حمد خليفة بوشهاب"، ويتناول خالد صالح ملكاوي "شقاء الرحلة وعطاء المسيرة في حياة الدكتور راشد المزروعي"، ويضيء حسن علي آل غردقة، على شخصية الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، كرمز من رموز الثقافة والفكر والتراث، وتلقي مريم سلطان المزروعي الضوء على دور حكام الإمارات في توثيق تاريخ وطنهم، وتستعرض تاريخ بدء جمع المرويات التاريخية في دولة الإمارات، ويقدم أنور بن حمدان الزعابي، ملخصا لسيرة "مبدعون من راس الخيمة".  وفي موضوعات العدد نقرأ: "أبواب من زجاج"، لعبد الفتاح صبري، ويأخذنا ضياء الدين الحفناوي، في رحلة إلى "جزر القمر.. أرخبيل البركان والعطور"، ويقرأ لنا محمد عبد العزيز السقا، صفحات من كتاب "الرحلة العيّاشية للبقاع الحجازية"، للمؤرخ الشيخ أبو سالم عبد الله بن محمد أبو بكر العيّاشي المغربي، وتستعرض لنا فاطمة مسعود المنصوري، كتاب "التراث الثقافي العالمي في الدول العربية" لمؤلفه الدكتور عبد العزيز صلاح سالم، والصادر أخيرا عن معهد الشارقة للتراث، ويتناول حسن صالح محمد، الوجود المسيحي في الخليج، وصور التسامح والمحبة وقبول الآخر، وحمل مقال قاسم بن خلف الرويس عنوان: "ضو المريكاني.. علامة تاريخ النفط في أدبنا الشعبي".  إرث الفيلسوف ابن رشد  ونقرأ في العدد أيضا "الصديق في الأمثال الشعبية الإماراتية"، لموزة سيف المطوع، و"المؤثرات في اللهجات الإماراتية"، لعائشة على الغيص، ويرسم لنا على كنعان "صور وملامح من كنوز التراث الشعبي الإماراتي"، ونقرأ لأحمد حسين حميدان "أطياف الموت وأبعاده التعبيرية في قصص الكاتبة عائشة عبد الله محمد"، ويعود بنا الدكتور خليل عيلبوني إلى "ذكريات زمن البدايات.. وأول إجازة في ابوظبي"، ويسلط سيف بن عبود البدواوي، الضوء على طريقة صيد السمك في الإمارات ما قبل قيام الإتحاد، ونجول مع شيمازا فوّاز، داخل "منطقة السور" بمدينة كلباء في إمارة الشارقة، وفي زاوية مؤسسات من الإمارات، يكتب الدكتور محمد أحمد القضاة "إطلالة على مركز أبو ظبي للغة العربية"، ونتعرف من خلال مقال الدكتورة نورة صابر المزروعي، على "إرث الفيلسوف ابن رشد"، ونتتبع مع فهد علي المعمري "الأساليب المتنوعة في ذكر أسماء الشعراء في الشعر النبطي"، ويدور مقال عزيز العرباوي حول "الخطاب الساخر في المثل الإماراتي"، وفي تراث النغم نقرأ لمصطفى سعيد "كل وقت وله آذان"، ويحدثنا الدكتور خالد بن مبارك القاسمي عن "تطور الزراعة في مدينة العين.. فترة حكم الشيخ زايد"، وفي تراث الشعوب، نسافر مع ممدوح السيد إلى "بلاد النوبة أرض الذهب والحضارات، ويوثق الدكتور عبد العليم حريص، أبرز محطات النجاح، وأهم ما احتوى عليه من مشاركات أتاحت الفرصة للتعرف على ثقافات العالم المختلفة، وفي وجوه لا تغيب، قدمت لنا مريم النقبي لمحات من سيرة وابداع الشاعر حمد بن حارب العميمي، رحمه الله، وفي سرد الذاكرة، تكتب شيخه الجابري "المنامة والمساءات الشجية"، وعلى الصفحة الأخيرة نقرأ للدكتورة فاطمة حمد المزروعي "أنا ملك التمزيق".  يُذكر أن مجلة " تراث " هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام: فاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، والتصميم والتنفيذ: غادة حجاج، وشئون الكتاب: سهى فرج خير، والتصوير: مصطفى شعبان، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.  وقد انطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.

مشاركة :