محــنــة فـــلـــســطــيــني 1948 تــفــضح السياسات العنصرية لإسرائيل

  • 12/13/2021
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬كيان‭ ‬مدمر‭ ‬بيده‭ ‬اليمنى‭ ‬يقتل‭ ‬ويدمر‭ ‬ويهوّد‭ ‬ويخرب،‭ ‬وبيده‭ ‬اليسرى‭ ‬‮«‬يبني‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لنصرة‭ ‬‮«‬أتباعه‮»‬‭ ‬وبتمييز‭ ‬فاشي‭ ‬أيضا،‭ ‬وإنما‭ ‬‮«‬يبني‮»‬‭ ‬ليزيد‭ ‬قوته‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والتهويد‭ ‬والتخريب‭.‬ يده‭ ‬الأولى،‭ ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬موغلة‭ ‬في‭ ‬الدماء،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬مجزرة‭ ‬دير‭ ‬ياسين‭ ‬مرورا‭ ‬بمجزرة‭ ‬كفر‭ ‬قاسم‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬ذكراها‭ ‬السنوية‭ ‬الخامسة‭ ‬والستين‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬شبه‭ ‬اليومية‭ ‬بذرائع‭ ‬وحجج‭ ‬واهية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مخططات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬ترانسفير،‭ ‬وتفعيل‭ ‬مخططات‭ ‬إبقاء‭ ‬شطر‭ ‬فلسطينيي‭ ‬48‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬الدرجات‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬للجريمة‭.‬ هذه‭ ‬اليد،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬تستهدفه‭ ‬تدميرا‭ ‬وتهويدا‭ ‬وتخريبا،‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬بهدف‭ ‬الإخلال‭ ‬بالتوازن‭ ‬الديمغرافي‭ ‬لصالح‭ ‬المستعمرين‭/ ‬‮«‬المستوطنين‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الأحياء‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬فتقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بمشروع‭ ‬‮«‬الحوض‭ ‬المقدس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬شمال‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة‭ ‬إلى‭ ‬سلوان‭ ‬جنوبي‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة،‭ ‬بهدف‭ ‬تصفية‭ ‬الوجود‭ ‬وتغيير‭ ‬المشهد‭ ‬السكاني‭ ‬والجغرافي‭ ‬والتاريخي‭.‬ وهذه‭ ‬الأحياء‭ ‬تواجه‭ ‬اليوم‭ ‬انتهاكات‭ ‬الطرد‭ ‬والتهجير‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي،‭ ‬لإنشاء‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستيطانية‭. ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ (‬أبارتايد‭) ‬الوحيد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬الذي‭ ‬خلقته‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭.‬ فهي،‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬سلبت‭ ‬آلاف‭ ‬الأراضي‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬واستعملتها‭ ‬لبناء‭ ‬عشرات‭ ‬‮«‬المستوطنات‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬لتوطين‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المستعمرين‭ ‬اليهود‭ ‬الصهاينة،‭ ‬ما‭ ‬يمنع‭ ‬كل‭ ‬إمكانية‭ ‬حقيقية‭ ‬لقيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭.‬ بالمقابل،‭ ‬المحكمة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬غطاء‭ ‬للاحتلال‭ ‬والمقارفات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وأراضي‭ ‬48‭. ‬غايتها‭ ‬محددة،‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬باحثون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬ليبراليون‭: ‬‮«‬دور‭ ‬مفقود‭ ‬لهذه‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بموضوع‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حتى‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬الخط‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬بمثابة‭ ‬عائق‭ ‬أمام‭ ‬الدولة،‭ ‬وأمام‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أدائها،‭ ‬وكما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬تقوّض‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬رسوخ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬وإلى‭ ‬بقائها‭ ‬هشّة‭ ‬وغير‭ ‬مضمونة‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬كبيرٍ‮»‬‭.‬ الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬ورغم‭ ‬تبجحها‭ ‬بأن‭ ‬الحكم‭ ‬العسكري‭ ‬انتهى‭ ‬رسميا‭ ‬عام‭ ‬1966‭. ‬إلا‭ ‬أنها،‭ ‬وبحسب‭ ‬الكاتب‭ ‬والمناضل‭ ‬الفلسطيني‭ (‬أمير‭ ‬مخول‭): ‬‮«‬رُويدًا‭ ‬رُويدا،‭ ‬تعيد‭ ‬الدولة‭ ‬استحداث‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحكم‭ ‬العسكري،‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬رسميا‭ ‬عام‭ ‬1966‭.‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬الإلغاء‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬مرّة‭ ‬أبطلت‭ ‬منظومة‭ ‬منه،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬فقط‭ ‬بعد‭ ‬بلورة‭ ‬الدولة‭ ‬منظومة‭ ‬بديلة‭ ‬تحقق‭ ‬غاياتها‭ ‬بأدوات‭ ‬تبدو‭ ‬مدنية،‭ ‬كما‭ ‬أبقت‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الأمنيّة‭ ‬والمدنيّة،‭ ‬بل‭ ‬طوّرت‭ ‬قدراتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬ومنظومتها‮»‬‭.‬ ويضيف‭: ‬‮«‬تقوم‭ ‬عقيدة‭ ‬كلٍّ‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬و«الشاباك‮»‬‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬والإيقاع‭ ‬به‭ ‬ورصده‭ ‬وتوقع‭ ‬اتجاهاته‭ ‬ومستقبله،‭ ‬والانتصار‭ ‬عليه‭. ‬ليست‭ ‬أجهزة‭ ‬نظام‭ ‬عام،‭ ‬وإنّما‭ ‬أجهزة‭ ‬أمن‭ ‬قومي‭ ‬مقابل‭ ‬العدو‭. ‬فالدولة‭ ‬ترفض‭ ‬الإعلان‭ ‬رسميا‭ ‬عن‭ ‬فلسطينيي‭ ‬الداخل‭ ‬كعدو،‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬سيادتها‭ ‬من‭ ‬منطلقها‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬تتعامل‭ ‬جوهريا‭ ‬كذلك‭ ‬ضمن‭ ‬مجمل‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭.‬ في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬انتهت‭ ‬مؤخرا‭ ‬مناورات‭ ‬تحاكي‭ ‬سيناريوهات‭ ‬لحرب‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جبهات‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬اضطرابات‭ ‬في‭ ‬‮«‬المناطق‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬المحتلة‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬بمشاركة‭ ‬آلاف‭ ‬الجنود‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭. ‬ ولأول‭ ‬مرة،‭ ‬يشمل‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬تفريق‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بـ«احتجاجات‭ ‬واضطرابات‮»‬‭ ‬قد‭ ‬تندلع‭ ‬في‭ ‬بلدات‭ ‬عربية‭ ‬والمدن‭ ‬الساحلية‭ ‬المختلطة‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جبهات،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البلدات‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬واعتداءات‭ ‬المستعمرين‭/ ‬‮«‬المستوطنين‮»‬‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خلال‭ ‬هبة‭ ‬الكرامة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭.‬ إنه‭ ‬الخوف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الباطن‭ ‬منه‭ ‬والظاهر،‭ ‬القديم‭/ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬برح‭ ‬يقض‭ ‬مضاجع‭ ‬الاحتلال‭ ‬منذ‭ ‬كارثة‭ ‬1948‭.‬

مشاركة :