رندة تقي الدين: أي اتجاه لأسعار النفط

  • 12/15/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ هذا الأسبوع بانخفاض قليل لاسعار النفط التي بلغت يوم الاثنين لبرميل البرنت في لندن ٧٤،٣٩ وكررت إدارة الرئيس بايدن اكثر من مرة انها تتمنى على أوبك ان تخفض أسعار النفط عندما كان في مستوى اكثر من ٨٥ دولار للبرميل وهي تستعد لبيع من احتياطها النفطي الستراتيجي يوم ١٧ دسمبر ١٨ مليون برميل كما انها ستسحب منه ٤،٨ مليون مقابل قرض. وهذه الكميات حتى الآن اقل من نصف المستوى الذي كانت أعلنت عن سحبه لتخفيض الأسعار وهو ٥٠ مليون برميل ما لم يؤثر على قرار تحالف أوبك + التي لم تغير قرارها المتخذ مسبقا بزيادة ٤٠٠ الف برميل في اليوم لشهر يناير. ولكن هناك مخاوف بالنسبة لانتشار المتحور الجديد اوميكرون وعدواه السريعة وتأثيره على الاقتصاد العالمي. فالتقرير الشهري لمنظمة أوبك الذي صدر يوم ١٣ من هذا الشهر شددعلى حالة عدم الاستقرار التي تولدها جائحة كوفيد ١٩ في السوق العالمية .الا انها تفاءلت بعض الشيء في القول ان قد يكون تأثير المتحورة اوميركون معتدل وقصير المدى لان العالم اصبح افضل تجهيزا لمواجهة كوفيد ١٩. فقدرت ان الانتعاش في الطلب على النفط يجب ان يصل الى ٥،٧ ملايين برميل في اليوم للوصول باجمالي الطلب العالمي الى ٩٦،٦ مليون برميل في اليوم . اما وكالة الطاقة الدولية فاعلنت امس اثلاثاء في مقرها باريس ان ارتفاع حالات الكوفيد ١٩ وظهور المتحور اوميكرون سيلحق الضرر بالطلب العالمي على النفط ولكن الصورة الاوسع تشير الى ان الإنتاج المتزايد سيتجاوز الطلب هذا الشهر ويرتفع العام المقبل .توقعت الوكالة ان ارتفاع حالات الكوفيد ستؤدي الى ابطاء التعافي في الطلب على النفط . الى ذلك قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء ان اوميكرون ينتشر بوتيرة غير مسبوقة في العالم ورجحت انه تفشى في جميع دول العالم . اذا المخاوف عديدة وعدم اليقين يخيم على موضوع حماية اللقاحات لهذه المتحورة فالبعض يقول ان الجرعة الثالثة هي حماية مؤكدة إزاء اوميكرون. وفايزر أعلنت امس ان لقاحها يحمي ب٧٥ في المئة من اوميكرون ولكن هناك تساؤلات وشكوك عن مدى صحة حماية لقاحات كورونا لاوميكرون لذا عدم اليقين أيضا يسيطر على توجه الاقتصاد العالمي وهل يستمر الانتعاش الذي بدأبعد ظهور اللقاحات او ان اجتياح اوميكرون سيؤدي بتباطؤ الاقتصاد وتراجع أسعار النفط. فطالما تأثير اللقاحات غير مؤكد وهو موضوع تحاليل واقوال متضاربة من الصعب توقع اتجاه أسعار النفط المرتبطة بالطلب عليه وبالاقتصاد العالمي. ثم ان المتعاملين في أسواق النفط ينتظرون القرارات المالية التي ستصدر عن البنك المركزي الأوروبي والبنك الفدرالي الاحتياطي الاميريكي وبنك انغلترا واليابان. يصعب المراهنة على اتجاه أسعار النفط في مثل هذه الظروف وقد يثير امراء وملوك مجلس التعاون الخليجي استراتيجيتهم النفطية للاشهر المقبلة اذ ان الدول الأساسية في أوبك السعودية والكويت والامارات مجتمعة في قمة الرياض. ان سعر النفط غداة موجة الكوفيد ١٩ بلغ اكثر من ٨٥ دولار في حين انه انخفض الآن الى ٧٤،٣٩ دولار لبرميل البرنت . ولكن دول الخليج وغيرها من دول أوبك خصوصا الفقيرة منها مثل فنزويلا ونيجيريا تتطلع الى ارتفاع الأسعار. وعادت أوبك بفضل التحالف مع دول خارجها في طليعتها اكبر منتج روسيا الى لعب دور القائد في أسواق النفط العالمية واذا بقيت على تعاون واتفاق فبامكانها إدارة الإنتاج بشكل يمنع انهيار الأسعار في حال كان هناك تباطؤ في الاقتصاد العالمي. فالتحالف السعودي الروسي في أوبك مكن أوبك+ من رفع الأسعار الا ان الطلب على النفط وتعافي الاقتصاد من اوميكرون الأساس. فما زال عدم اليقين يخيم على القرارات طالما تسود المخاوف من اوميكرون ومصير الشعوب من تأثير هذه المتحورة الجديدة. ولا شك ان أعياد الميلاد ورأس السنة في دول الغرب والاتحاد الأوروبي ستكون بمثابة الاختبار لزيادة تفشي الاوميكرون او تقلصه خصوصا واتخذت جنيع الدول إجراءات صارمة لمواجهة هذا المتحور الجديد.

مشاركة :