الشيخة جواهر: أكثر ما يدفعني لمناصرة الأطفال خوفي على مستقبلهم

  • 11/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تسلمت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، يوم أمس الأول، جائزة البازلاء الذهبية من المركز الثقافي الألماني لقصص الأطفال، تقديراً لجهود سموّها في العمل الإنساني والاجتماعي، ومناصرتها للأطفال اللاجئين والمحتاجين، ومرضى السرطان، وإطلاقها للمبادرات الداعمة لتمكين المرأة في كل المجالات، ضمن دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة العربية والعالم. جرت مراسم التكريم في دار الموسيقى بالعاصمة الألمانية برلين، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان قصص الأطفال، بحضور ممثلي أكثر من 20 دولة عربية وأوربية، إلى جانب عدد من المشاهير والمعنيين بثقافة الطفل والناشطين بالقضايا الإنسانية، ويمنح هذه الجائزة المركز الثقافي الألماني لقصص الأطفال، إلى عدد من الشخصيات العامة، والسياسية، والفنانين، تقديراً لعملهم الاجتماعي والإنساني في مختلف المجالات. كما تم خلال الحفل تكريم نوربرت لامرت، رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ)، وتسليمه جائزة البازلاء الذهبية عن جهوده في العمل الإنساني والاجتماعي. تقوم فكرة الجائزة على تكريم عدد من الشخصيات التي تدعو إلى الخير والسلام، والعمل للدفاع عن حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، وتكون تلك الشخصيات قريبة بأفعالها من أبطال القصص الخيالية الموجودة في قصص الأطفال، وتعدّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أول شخصية عربية تمنح هذه الجائزة، منذ انطلاقتها في عام 2005. وكان في مقدمة الحضور، نوربرت لامرت، وميخائيل مولر، عمدة العاصمة الألمانية برلين، والدكتورة مونيكا غورترز وزيرة الدولة للشؤون الثقافية في ألمانيا، والسفراء جمعة مبارك الجنيبي، سفير دولة الإمارات، وعبد الرحمن محمد الخليفي، سفير دولة قطر، ومنذر بدر العيسى، سفير دولة الكويت، وحسين محمود الخطيب، سفير جمهورية العراق، ومنى كامل رئيسة بعثة جامعة الدول العربية في برلين، إلى جانب حشد من الدبلوماسيين والشخصيات العامة العربية والأوربية. الأطفال مستقبل العالم وألقت سموّ الشيخة جواهر القاسمي بهذه المناسبة كلمة قالت فيها عالمنا الآن بأمسّ الحاجة إلى أن ننظر إليه بعيون الإنسانية، وأن نعمل لأجل البشرية والمستقبل بفعل الإنسانية، وكل أب وأم في هذا العالم مطالبان بأن يكونا بطلي القصة لأبنائهما، كي يكونا قدوة لهم في عمل الخير والدعوة للحب والسلام والتآخي حول العالم. وأضافت سموّها إن أكثر ما يؤلمني في ما نشهده حالياً من صراعات وحروب وكوارث في مناطق كثيرة حول العالم، هم الأطفال والنساء، وما يتعرضون له من عنف وتشريد وانتهاك لأبسط حقوقهم، وأكثر ما يدفعني لمناصرتهم هو خوفي على مستقبلهم وفكرهم الذي هو مستقبل العالم أجمع وفكره، يجب علينا جميعاً أن نقف إلى جانب هؤلاء الأطفال والنساء، وأن نجعل منهم أبطال قصصهم التي يريدونها لأنفسهم، نريد لهم أن يسردوها لأطفالهم وأحفادهم بنهايات تقول إنه دائماً هنالك أمل ما دام هنالك بشر. وقالت سموّها إن الفطرة الإنسانية السليمة التي ولدنا عليها، هي فطرة تميل إلى الخير والمحبة والبناء والتعمير، وترفض الشر والخراب والدمار، فالبشرية هي معاول للبناء وليست أدوات للهدم، ولذلك علينا أن نعزز ذلك الخير والحب لدى أطفالنا من خلال الكتب والقصص، ومن خلال أقوالنا وأفعالنا، وألا ندع للأمثلة القليلة السيّئة في هذا العالم تستحوذ على أفكارهم وأفعالهم في المستقبل. وأشادت سموّها بفكرة المهرجان والجائزة، وثمنت الجهود التي تقوم بها إدارة مهرجان قصص الأطفال في برلين، مؤكدة ضرورة تعزيز حب القراءة لدى الأطفال لما لها من جوانب إيجابية على فكر وشخصية الطفل. حماية حقوق الإنسان والأطفال وطالبت سموّها مؤسسات المجتمع المدني، أن تتبنّى اتجاهات جديدة تزيد من تفاعل المجتمع الدولي تجاه قضايا السلام وحماية الأطفال والنساء ونبذ العنف، موضحة أنه إذا ما كانت هناك إرادة حقيقية لحفظ السلم والأمن الدوليين، فلا بدّ من تقديم الدعم لجميع المبادرات التي من شأنها أن تعزز حماية حقوق الإنسان والأطفال، وضمان مستقبل جيد لكل طفل في هذا العالم بغض النظر عن العرق أو الجنس. وثمنت سموّ الشيخة جواهر، خلال الحفل، الدور الكبير والإنساني الذي تقوم به الحكومة الألمانية، من خلال استقبالها للاجئين وتقديم الحماية والرعاية اللازمة لهم، وأكدت أن ما تقوم به ألمانيا تجاه أزمة اللاجئين السوريين حالياً، يؤكد دورها ومكانتها في خدمة الإنسان والإنسانية، متمنية أن تنتهي الصراعات والحروب في دول المنطقة، وأن تنعم الشعوب كافة بالأمن والسلام، وأن يعود اللاجئون كافة إلى بلدانهم ومنازلهم، لبناء أوطانهم وحضارتهم. مبارات مجتمعية إنسانية وقامت نورة النومان رئيسة المكتب التنفيذي لسموّ الشيخة جواهر القاسمي بإلقاء كلمة خلال الحفل استعرضت فيها أمام الحضور مسيرة سموّ الشيخة جواهر الداعمة للطفل والمرأة والمجتمع بشكل عام وقالت منذ عام 1982 ومن منطلق إيمان سموّ الشيخة جواهر القاسمي، بضرورة تطوير المجتمع، قامت بإطلاق المبادرات المجتمعية وإنشاء المؤسسات الخاصة بالطفل والمرأة في إمارة الشارقة، وتنوعت اهتماماتها ما بين دعم الطفل والأسرة، ودعم مرضى السرطان في الإمارات ومنها إلى العالم، وتمكين المرأة الإماراتية مهنياً واقتصاديا، وتوفير أسلوب حياة صحي لأهالي الشارقة من خلال خمس جمعيات صحية، وتمكين الفتيات في المجال الرياضي، ولأن سموّها تؤمن بأن تلك الحقوق يجب أن تتوافر لكل الشعوب دون تمييز، نشطت في الدفاع عن حقوق الضعفاء والمحتاجين حول العالم، وحصلت على لقب المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولقب سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال. أميرة من أميرات القصص الخيالية من جهتها قالت سيلكا فيشر، مديرة جائزة البازلاء الذهبية، تقدم الدورة السادسة والعشرون لمهرجان قصص الأطفال في برلين، حكايات وقصصاً من العالم العربي، ويشرفنا أن نمنح هذه الجائزة إلى سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لأنها رمز للمرأة القوية والمتعلّمة والمناصرة للإنسان، وكأنها أميرة من أميرات القصص الخيالية لهانز كريستيان أندرسن، حيث إن هذه الأميرة تشعر بالآخرين وتسعى إلى مساعدتهم ونصرتهم، وتقدم أشياء قد تبدو صغيرة ولكنها ضرورية. وأضافت فيشر: سموّ الشيخة جواهر القاسمي تحشد الدعم الدولي لتحمّل المزيد من المسؤولية تجاه القضايا الإنسانية، وانضمّت أيضاً إلى دعم قوى الخير ومعارضة الصراعات المسلحة، من خلال البدائل السلمية، مثل النهوض بالتعليم، والعمل الخيري، والرعاية الصحية، وتقبّل أنماط الحياة الأخرى، نكرّمها اليوم بجائزة البازلاء الذهبية واحدةً من بطلات العصر الحديث، وليست بطلة من أبطال القصص الخيالية. ويعرف عن سموّ الشيخة جواهر القاسمي، التزامها الكبير بمساعدة المحتاجين ومناصرة الضعفاء، وتنشط سموّها بمجالات عدّة في ساحات العمل الإنساني، وقد أسهم نشاط سموّها في اختيارها مناصرة بارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واختيارها سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال. وكانت سموّها قد أطلقت في عام 2013، حملة القلب الكبير التي تحولت في عام 2015 إلى مؤسسة إنسانية دولية تعنى بقضايا اللاجئين والمحتاجين حول العالم، وأسهمت الحملة بفضل جهود سموّها، على مدى العامين الماضيين، في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة والمواد الإغاثية الأساسية، والملابس، والمأوى، والغذاء. وانتقلت الحملة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعد أن تعطلت دراستهم نتيجة للأزمة الراهنة ونزوحهم من بلدهم الذي مزقته الحرب. وأسست سموّها في عام 1999 جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تهتم بنشر الوعي بمرض السرطان وتقديم المساعدات بكل أشكالها للمرضى المصابين بهذا المرض وأفراد عائلاتهم، وللجمعية مبادرات عدّة أشهرها برنامج كشف والقافلة الوردية وحديث الشامة، وغيرها من المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في نشر الوعي بمرض السرطان بأنواعه المختلفة، وتوفير خدمات الفحص المجاني وتقديم المساعدات للمرضى ولأسرهم في مختلف إمارات ومدن الدولة. وشكلت المبادرات الإنسانية التي أطلقتها سموّ الشيخة جواهر القاسمي، نقاط تحول جوهرية لحياة ملايين الأشخاص في العالم، فقد تبرعت في يوليو/تموز 2014 بمبلغ 10 ملايين جنيه مصري (خمسة ملايين درهم إماراتي)، إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 في جمهورية مصر العربية، إسهاماً من سموّها في تقديم العلاج والرعاية للأطفال المصابين بالسرطان في مصر والدول المجاورة، وكانت إدارة المستشفى قامت في مايو/ايار الماضي، وخلال زيارة سموّها للمستشفى في القاهرة، بافتتاح القسم الخاص الذي يحمل اسم سموّها، تقديراً من إدارة المستشفى لسخاء سموّها في تقديم الدعم المادي لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان هناك. وأطلقت سموّها في مايو الماضي، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الصندوق الدولي لسرطان الأطفال الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به حول العالم، وتبرعت سموّها بمبلغ مليون دولار أمريكي، من خلال مؤسسة القلب الكبير، ليشكل هذا المبلغ أول إيرادات الصندوق. وفي سبتمبر 2014 منح تحالف منظمات الأمراض غير المعدية الشيخة جواهر القاسمي، لقب الراعي الفخري لمنتدى تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، تقديراً لجهودها في مكافحة مرض السرطان والأمراض غير المعدية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وبمناسبة يوم اللاجئ العالمي في يونيو/حزيران الماضي، أعلنت مؤسسة القلب الكبير التي تترأسها سموّ الشيخة جواهر القاسمي، عن تخصيص مبلغ نصف مليون دولار أمريكي، لرعاية النساء السوريات والتركيات اللواتي نزحن خوفاً من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، أو أولئك اللواتي يعشن تحت تهديد مثل هذا العنف. ورعت سموّها الأسر المتعففة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام، وتبنّت استراتيجيات تمكين الفتيات ودعم المرأة في مجالات التعليم، والعمل، والتطوع، من خلال إطلاق المبادرات المجتمعية اللازمة لدعم هذه الفئات والعمل على تطويرها لخدمة المجتمع الإماراتي. حائزو البازلاء الذهبية حصل على جائزة البازلاء الذهبية، منذ انطلاقتها في عام 2005، عدد من الشخصيات المشهورة عالمياً، منهم دوقة لوكسمبرغ ماريا تيريزا، ووزيرة الدولة للشؤون الثقافية في ألمانيا، الدكتورة مونيكا غورترز، وغيرهما من الشخصيات العالمية.

مشاركة :