أضافت منظمة اليونيسكو مؤخراً، «التبوريدة» المغربية إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ليضاف هذا التراث إلى قائمة ما يزخر به المغرب من عادات وطقوس احتفالية وأمكنة تراثية. تعتبر «التبوريدية» أو الفروسية الشعبية مكوناً عريقاً من مكونات الثقافة الشعبية المعروفة لدى المغاربة منذ قرون طويلة، يجسد علاقة الفارس بفرسه، وهي تعبير عن الشجاعة والدفاع عن القبيلة والوطن. وتحظى رياضة الفروسية الشعبية «التبوريدة» بحب المغاربة، لأنها متجذرة في وعيهم الجمعي، وعلامة من علامات الهوية المغربية، وتوجد فرق «التبوريدة» في عدد كبير من القرى والمدن المغربية، ويتم تكوين فرسانها وفق قواعد مغربية صارمة تعود إلى زمن سحيق، كما يتم احترام القواعد المتعلقة بها، فلا يعتلي الفارس الذي يمارسها فرسه دون الجلباب التقليدي، كما يتزين الفارس بخنجر مغربي مصنوع من الفضة الخالصة، أما البندقية التي يحملها الفارس فهي من أهم الأدوات التي يحملها الفارس، وهي مصنوعة من الخشب ومزينة بنقوشٍ معروفة في التراث المغربي، أما السرج الذي يمتطيه الفارس فهو تحفة من أجمل التحف التي تعكس حب الفارس لفرسه. وشهدت «التبوريدة» في الآونة الأخيرة اهتماماً لافتاً من طرف الحكومة المغربية والجمعيات المهتمة بالتراث الشعبي المغربي، فأصبح المغرب ينظم أكبر مهرجان عالمي للفروسية الشعبية، وهو المهرجان الدولي للفرس الذي يعنى بتشجيع الفرس و«التبوريدة» وينظم في مدينة الجديدة (90 كلم) جنوب الدار البيضاء، ويشهد مشاركة العديد من البلدان العربية والأوروبية. ويقول عبد الفتاح النبلي، المهتم بالثقافة الشعبية، إن لفن «التبوريدة» مكانة مهمة وعزيزة لدى المغاربة، لأنها جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية.
مشاركة :