في ظل ما يعيشه وطننا العربي من اضطرابات أخلَّت بتوازن الكثير من قوى الأمن الوطني والفكري والاجتماعي والاقتصادي وأدخلت الكثير من بلدانه في متاهات سياسية ودينية متشابكة وفي ظل بروز الكثير من أطماع الدول الكبرى لاستثمار ما تكتنزه أراضيها من ثروات هائلة وفي ظل ما تحيكه دولة إيران من خطط لزعزعة الأمن ونشر الفوضى والبلبلة بين شعوبه بهدف تحقيق أطماع وهمية لن تتحقق بإذن الله، وفي ظل حالة الحرب لإعادة الشرعية لأشقائنا في اليمن ..في ظل كل تلك المتغيرات العاتية تبقى مملكتنا الحبيبة تحت ظل قيادتها الحكيمة الحازمة المتجددة شامخة الرأس تزهو بانتصاراتها في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وها هي اليوم تضيف نجاحاً آخر يتمثل في جمع إخوانها قادة العرب مع أصدقائها قادة الدول اللاتينية في قمة عربية لاتينية ناجحة بكل المقاييس بعد أن خلصت بنتائج هامة جداً على المستويين السياسي والاقتصادي وضعت أبرز القضايا العربية تحت المجهر وتحت المحك الأممي في رسالة واضحة المعالم مفادها أن 33 دولة عالمية تمثل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً لايمكن تجاهله من قبل بعض القوى المهيمنة والطامعة ولاشك أن القضية الفلسطينية تحتل مقدمة القضايا وأهمها بعد أن وجه البيان الختامي لإسرائيل رسالة تحذير من مغبة ممارساتها الهوجاء باتجاه المسجد الأقصى والمواطن الفلسطيني ثم كانت الرسالة الثانية الى الدول المهيمنة التي كشرت عن أنيابها باتجاه الثروات العربية ثم الى إيران الطامعة في ابتلاع كل ماحولها وممارساتها المكشوفة في إثارة الفتن والقلاقل في مختلف أرجاء الوطن العربي وخاصة سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ..ثم إدانة الارهاب الذي بدأ يتنامى بصورة لافتة بكل صوره واتجاهاته . كما أكد البيان الختامي على أن الاستثمار هو أحد أعمدة التنمية الاجتماعية والاقتصادية ولابد من الدفع به في اتجاه تنمية الدول المشاركة في القمة ، وأكد البيان أيضاً على أهمية تعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي بين الإقليمين العربي واللاتيني لما له من أهمية بالغة في تقارب الدول وكسر الحواجز الوهمية القائمة بينها. ولعل ذلك الدور المحوري والهام جداً الذي تقوم به مملكتنا الحبيبة في هذه المرحلة بالذات سوف يكسبها الدور القيادي في الوطن العربي ، كما يكسبها الدور المحوري الهام والمؤثر في حراك التنمية العالمية لما تمثله اقتصادياً من ثقل عالمي مؤثر يحسب له ألف حساب ولما تمثله مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين من قيادة وريادة لكل المسلمين في شتى بقاع الأرض مما يضع الدول الطامعة في زاوية ضيقة يصعب عليها الحراك في ظل تلك المكانة الريادية العالمية . والله من وراء القصد.
مشاركة :