تساؤلات عن الزكوات ؟ | د. محمد سالم الغامدي

  • 8/3/2013
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

نعلم جميعاً أن الزكاة تعد الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة لا يقوم الدين الاسلامي الا بها‏ ،يُقاتَلُ مانعوها‏ ويكفر جاحدوها والزكاة بمعناها اللغوي هي البركة والطهارة والنماء والصلاح‏‏ وسميت بهذا الاسم لأنها بحسب المعتقد الإسلامي تزيد في المال الذي أخرجت منه ‏ وتقيه الآفات‏ فيَطْهُر ويزيد كما قال تعالى ‏(‏خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم) ونعلم أيضاً أنها الركن الذي خصصت كل عملياته للمال فقط لدعم قيم التكافل والترابط والتراحم بين أفراد المجتمع الاسلامي ودعم مبدأي العدل والمساواة اللذين يحث عليهما ديننا الحنيف . وحول هذا الركن العظيم وما ورد فيه من قيم ومبادئ وتعاليم نلقي الضوء على ميادين تطبيقه في مجتمعنا في هذه المرحلة الزمنية تحديداً فنقول ان الله سبحانه قد منح الكثير من ابناء هذا الوطن الأموال الطائلة التي تفوق عند جمعها مئات المليارات والتي يستوجب عليها دفع الزكاة كل عام وبيني وبينكم قمت بحسابها على جهازي فلم يستطع حصر الرقم لمحدودية امكاناته لكن المؤكد ان مبالغ زكوات تلك الأموال تمثل الكثير من المليارات التي تستطيع أن تحول كل شعبنا دون تخصيص والذي لا يتجاوز عدده الخمسة وعشرين مليونا الى ميسوري الحال فكيف بها لو خصصت للفئات المحددة شرعاً وهم الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وابن السبيل وفي سبيل الله . ولعلي بعد هذا العرض أطرح عدداً من التساؤلات ذات العلاقة وأوجهها الى كل من يهمه الأمر أفراداً أو مؤسسات فأقول : ان تلك الأموال وقد خصص مسارها الشرع ..لماذا لا يخصص لها صندوق خاص ومعه هيكله الاداري والمحاسبي المنتقى من رجال الدين الموثوق بذمتهم حتى لو كان ذلك بوزارة المالية نفسها التي تقوم بهذا الدور حالياً وتمارسه بأسلوب مشاع ؟ ولماذا لا تؤخذ فريضة الزكاة من تلك الاراضي المملوكة من عشرات السنين لأفراد قد خصصوها للاستثمار وتقدر مساحاتها بمئات الكيلومترات والمبالغ التي يمكن ان تحصل منها كزكوات تكفي لآلاف الأسر الفقيرة ؟ نعلم ان البعض من ابناء الوطن يمتلك مئات المليارات المستثمرة في البنوك او المؤسسات الخارجية ومن المؤكد ان الزكوات تستحق عليها وهي اموال وطنية لاشك فلماذا لاتحصل زكوات تلك الأموال وتضاف الى صندوق الزكاة لتوزع على أهلها الثمانية من ابناء الوطن ؟ يقوم البعض من الأثرياء زادهم الله من رزقه بجعل منازلهم او مكاتبهم ميداناً لتوزيع زكواتهم وهذا عمل يشكرون عليه ويثابون باذن الله لكن يعاب على ذلك ما يحدث أمام بعض تلك المنازل والمكاتب من عمليات ابتذال لاخوانهم الفقراء حيث نراهم منتشرين امام تلك المنازل والمكاتب بصورة مزرية ومقززة يبرز فيها عامل الإهانة فلماذا لا يخصصون لهذا الغرض طرقاً أخرى يتوفر فيها حفظ الكرامة كأن تعطى مثلاً لهؤلاء بطاقات او كروت مختومة يمكن أن تستلم من أي جهة أخرى كأن تكون على سبيل المثال عن طريق أئمة المساجد أو عن طريق مكاتب صغيرة موزعة في أرجاء المدينة ؟ نتمنى ان نسمع صوت علمائنا الافاضل حول موضوع الزكاة التي تعد ركنا من أركان ديننا فالكثير من المواطنين يشكون العوز والحاجة المستوجبة لتلك الزكوات و هنالك الكثير من المخالفات حول جلب أموال تلك الزكوات وحول ادارتها وحول أساليب توزيعها و مخصصات الضمان الاجتماعي التي تخدم بعض الفئات المستحقة للزكاة مثقلة بالشروط والمواصفات والآليات المتعرجة لنيلها من قبل مستحقيها فهل نسمع صوت علمائنا في ذلك ؟ والله من وراء القصد . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :