أكد خبراء أميركيون ضلوع ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في تقديم الدعم لميليشيات «الحوثي» الانقلابية في اليمن، بما أتاح لها الفرصة لتكثيف هجماتها، وعملياتها التخريبية الرامية لزعزعة الاستقرار الإقليمي. وشدد الخبراء على أن «حزب الله» يتولى تزويد الميليشيات الحوثية بالأسلحة، كما يوفر التدريب لعناصرها، التي أشعلت نيران الحرب الأهلية في اليمن قبل أكثر من 7 سنوات، وتشن هجمات عبر الحدود على منشآت حيوية ومدنية في السعودية. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، قال الباحث الأميركي سيث جونز، إن «هذا الدعم منخفض التكلفة نسبياً، يجعل بوسع الحوثيين تنفيذ اعتداءات أكثر فاعلية». وتعزز هذه التصريحات صحة مقطع مصور نشر قبل أسابيع، وأظهر تورط عناصر من ميليشيات «حزب الله»، في الدعم العسكري للحوثيين لشن عمليات عدائية ضد المملكة، من خلال تحويل منشآت مدنية، كمطار صنعاء، إلى ثكنة عسكرية. وسبق أن نشرت وسائل إعلام أميركية، تقارير أفادت بأن زعيم الميليشيات الإرهابية اللبنانية حسن نصر الله، لعب دوراً محورياً على صعيد شروع «حزب الله» في دعم «الحوثي» عسكرياً، اعتبارا من منتصف عام 2015. وأشارت هذه التقارير إلى أن هذا الدعم بدأ بتدريب المسلحين الانقلابيين، على قصف أهداف على الحدود السعودية اليمنية، بقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا، قبل أن تتطور الأسلحة التي يتم استخدامها في تلك الممارسات العدوانية، لتصبح أطول مدى وذات شحنات متفجرة أكثر قوة. وفي تصريحاته لـ «وول ستريت جورنال»، أكد سيث جونز أنه يتعين على الولايات المتحدة، تقديم المزيد من المساعدات الأمنية للسلطات السعودية لحماية أمن مواطنيها، وذلك في انتقاد واضح لقرار إدارة بايدن في وقت سابق من العام الجاري، تقليص الدعم العسكري لتحالف دعم الشرعية في اليمن. وجاءت تصريحات جونز، الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، في سياق تعقيبه على تقرير أعده لحساب المركز، بشأن وتيرة الاعتداءات التي تنفذها الميليشيات الحوثية على السعودية، تضمن تحليل أكثر من 4100 هجوم، شُنت في هذا الإطار بين عاميْ 2016 و2021. وكشف التقرير النقاب عن أن الانقلابيين، ضاعفوا هجماتهم على المملكة خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري، ليصل عددها إلى ما يزيد على 700 هجوم، بمتوسط 78 هجوماً شهرياً، مُقارنة بـ 38 فحسب، على مدار الفترة نفسها من العام الماضي. ويقول التقرير، إن الحوثيين يعمدون إلى التركيز في اعتداءاتهم، على استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المُسيّرة، التي تستهدف غالباً البنية التحتية المدنية في السعودية، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هذه الأسلحة، لا تسبب أضراراً مادية جسيمة، فإن فوائدها بالنسبة للانقلابيين تكمن في أنها تمثل تهديداً ولو منخفض الحدة، لمرافق حيوية مثل المطارات أو المنشآت النفطية. كما أشار تقرير مركز الدراسات الأميركي، إلى أن من بين تكتيكات الميليشيات الانقلابية كذلك، مهاجمة ناقلات النفط وموانئه، وهو ما تجسد في 24 هجوماً أو محاولة هجوم، نُفِذَت في الفترة ما بين يناير 2017 ويونيو من العام الحالي. ومع أن هذه الهجمات لم تسفر، حسبما أكدت «وول ستريت جورنال»، عن تعطل عمليات شحن النفط أو إنتاجه، على نحو ملموس، فإنها مثلت نموذجاً على تحول الحرب في اليمن، التي نجمت عن استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء بالقوة في سبتمبر 2014، إلى حرب بالوكالة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
مشاركة :