طيب النية عند المرأة الحجازية والعسيرية | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إذَا جَلستَ في مَجلس مَع بَعض المُثقَّفين، وَجدتَهم يَتحدَّثون عَن بَسَاطة المَاضي، وبَرَاءة العَيش، خَاصَّة فِيمَا يَتعلَّق بعَلَاقة الرَّجُل مَع المَرأة، وكَيف أنَّ فِقه وتَشدُّد مَنطقة مُعيّنة؛ قَد انتَقَل إلَى مَناطق أُخرَى، وأثّر عَلى بَسَاطتها وتَسَامحها.. هَذا مَا يَقوله مَن يَنظرون إلَى الأمُور بسَطحيّة، أمَّا الرَّاسِخون في العِلْم وأَهل البَحث والاستقصَاء، فلَهُم رَأيٌ آخَر..! يَقول الصَّديق والبَاحث العَميق «عبدالعزيز الخِضر»؛ في كِتَابه: «السّعوديّة.. سِيرة دَولة ومُجتمع»، صـ291: (كَثيرٌ مِن الاختِلَافَات بَين مَنطقة وأُخرَى بخصُوص المَرأة، لَيس مُتّكئًاً عَلى رُؤية دِينيّة خَاصَّة، لِذَا كَان مِن السَّهل تَأثُّرها بأي خِطَاب عِلْمي دِيني جَديد، ومَا يَعرضه بَعض الكُتّاب مِن سَرد لحِكَاية الآبَاء والأجدَاد؛ وقصَص القَرية والحيَاة البَسيطة في الرِّيف والبَادية، والكِفَاح مِن أَجل لُقمة العَيش، والتَّسَامح في قِيَام المَرأة بمَهام -بمَقاييس اليَوم- تَبدو مُستحيلَة عِند الأُسر نَفسها، فهَذه القصَص والذِّكريَات لَا تَخصّ مَنطقة دُون غَيرها، فظرُوف الفَقر تَخلق أجوَاءً اجتمَاعيّة مُعيّنة، كَمَا أنَّ الرَّخَاء يَصنع بِيئة أُخرَى، وبِمَا أنَّ الظّروف زَالت دُون وجُود خِطَاب عَام؛ يُؤسِّس لسلُوكيّات المَاضي، ويُشرعنها، فإنَّها تَزول سَريعاً)..! إنَّ خِطَاب البَاحث «الخِضر» أعلَاه؛ يُوضِّح عِدّة نِقَاط، مِن أهمّها: أنَّ المَنَاطِق التي كَانت مَشهورة بالطِّيبَة؛ لَم يَكُن التَّسامُح فِيها عَميقًا، لذَلك كَان مِن السَّهل اخترَاق هَذه الفَضيلة فِيهم، كَمَا أنَّ نَصّ «الخِضر» مِن جَانب آخَر؛ يُشير إلَى أنَّ التَّسَامُح كَان بسَبَب الفَقر، لأنَّ ظرُوف الفَقر -كَما يَقول الخِضر- تَخلق ظرُوفًا اجتمَاعية مُعيّنة..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُشير إلَى أنَّني أَسمَع دَائِمًا عَن التَّسَامُح والطِّيبَة، ممَّا كَانت تَتميّز بِهِ المُجتمعات الحِجَازية والعَسيريّة، لذَلك أُحب أنْ أُضيف بأنَّ كُلّ مُجتمعات مَناطق الجزيرَة العَربيّة، كَانت تَمتَاز بالتَّسَامُح والطِّيبَة، قَبل أنْ تَتدخّل عَوامل كَثيرة، مِنهَا العَامِل الدِّيني، والعَامِل الاقتصَادي، والعَامِل الاجتمَاعي، لَكن كُلّ هَذه العَوامِل غَيّرت المُجتمعات، حتَّى كَأنَّها تَحوَّلت إلَى مُجتمعاتٍ أُخرَى بَين لَيلةٍ وضُحَاهَا..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :